Search
Close this search box.

صديق “صدام حسين” المقرب في مقابلة خاصة لموقعنا

الكاتب والسياسي العراقي حسن علوي

عرف العراقيون والعالم صدام حسين، الرئيس الذي حكم العراق ما يقارب الربع قرن. شخصية مثيرة للجدل، قمع معارضيه وغزا الكويت وخاض حربا مع إيران. لكن ثمة من عرفه عن قرب، عرف فيه جوانب أخرى. لقبه محمد حسنين هيكل صدام، نظرا لقربه من حاكم العراق حتى عام 1980.

صديق صدام حسين المقرب والشاهد على تسلمه السلطة في مقابلة خاصة لموقع، “LEBANESE DAILY”، يسرد لنا الفترة التي كان فيها مقرب من صدام حسين، وفترة توليه منصب نائب الرئيس حتى فترة انشقاقه عنه في العام 1980، تفاصيل لجؤه إلى الكويت، هروبه إلى سوريا وأخيرا توجه إلى لندن.

قال الكاتب والسياسي العراقي حسن علوي، انه كان من الجيل الأول لحزب البعث العراقي وهناك تعرف على صدام حسين. كان صدام يقرأ الأشياء التي تفيده في حياته اليومية كحياة لينين وحياة ستالين وحياة هتلر وتروتسكي.  ويضيف ان الرواية التي كتبها صدام أثناء فترة حكمه كانت نتيجة مرحلة اليأس التي مرّ بها في التسيعينات، وتحديداً بعد غزو الكويت وهي الفترة الي غيرّت الكثير من شخصيته. ويتحدث علوي في المقابلة كيف كان مقرباً جداً من صدام مستذكراً حادثة مرّت عليه عندما طلب منه صدام ان يأتي له مقنعاً وذهبا سوياً في سيارة من نوع “بيجو 604” كان يستخدمها الأخير اثناء حالات التنكر وتصاحبه سيارات تاكسي كحماية. قصدا حينها منزل والد علوي والذي اعتقد ان والده اشتكى لصدام عن عدم زيارته له وان الأخير اصطحبه الى هناك لمحاسبته امامه.

وتابع، انهم وقفا بعد ذلك أمام السفارة الكويتية في العراق يراقبان المارة ويسألونهم عن سبب القدوم الى السفارة ليأتي الجواب انهم ينتظرون فتح النافذة للحصول على أوراق للدخول الى الكويت لعدم وجود فيزا بين الدولتين. حينها قال علوي لصدام ان على العراق ترسيم الحدود مع الكويت وتفعيل العلاقة معهم تماماً كما العلاقة بين سوريا ولبنان آنذاك، وأن الأولوية لدخول العراقي الى الكويت من دون فيزا، ليسأله صدام أهذا كل طموحك؟ فيجيبه هل نقتلهم! ليأجيبه بنعم.

وعن الرئيس العراقي السابق أحمد الحسن البكر صرح، ان الناس كانوا يتصورون انه كان لعبة بيد صدام حسين الذي كان نائبه.، لكن على العكس تماماً صدام كان يحترم البكر كثيراً وبقيت كرامته هي الأولى عنده ولم يتجاوزه على الإطلاق. وتابع ان البكر هو من سلّم صدام الحكم بعد تداعيات عدة، اذ أخبره اثناء لقائه به قبل 3 ايام من تسليم الحكم انه يود التوبة والعودة الى الله بعد كثرة الأخطاء التي أثقلت كاهله، وقد كانت الإعدامات احداها ولم يكن يوقع عليها، كان يكتب عليها فقط عبارة ” الى رحمة الله”.

واشار علوي، انه كان في لندن عندما تسلم صدام حسين الحكم اذ ان الأخير هاتفه قبل توليه الرئاسة باربع ايام ونصحه باخذ اجازة. وبعد تسلّمه الحكم، فرض صدام على علوي الجلوس في المنزل كإقامة جبرية لكن علوي لم يلتزم بذلك وبقي يمارس حياته الطبيعية حتى تم اعتقاله وسجنه. ووصف السجن الذي قبع فيه، بانه كان عبارة عن قاعة كبيرة تضم حوالي الـ 10 اقفاص كبيرة تماماً كما اقفاص الحيوانات، وكل قفص يضم عدد من الأشخاص على سبيل المثال القفص الأول الذي كان فيه كان يضم الشخصيات المهمة أم باقي الأقفاص فتتضمن الجرائم العادية او باعة الغش او الأطفال.

أما عن طريقة سفره هو وابنه عُمر من الكويت الى لندن فيشرح علوي انها تمت بطريقة عجيبة، حيث ترك المنزل مضاءاً لأنه كان مراقباً من المخابرات العراقية، وذهبا لممارسة الرياضة ثم الى السالمية حيث ابتاعا الملابس وذهبا الى الشاطئ سبحا وبدلوا ملابسهما واستقلا سيارة الأجرة في المساء الى المطار حيث بقيا فيه من الساعة العاشرة مساءاً وحتى الهاشرة صباحاً موعد اقلاع الطائرة.

اما في ما يتعلق بعلاقته مع المملكة العربية السعودية، والتي يُقال انه ساهم في زيارة مقتدى الصدر للسعودية وهيأ لها، فأشار انه فعلاً قال للسعودية ان ليس كل شيعي هو ايراني وان مقتدى الصدر ليس خمينياً إنما يعتمد على تراث العائلة وهو الوحيد الذي لم يأتي الى العراق من الخارج فهو معارض من الداخل وهذا هو الشخص الذي يجب التفاهم معه. وتابع قوله ان الأمير عبدلله كان يستدعيه في الأشياء الهامة كمستشاراً من خلال الشيخ الدويجري والذي كانت علاقته به جيدة. وأضاف، انه يعرف السعوديين وعلى علاقة طيبة معهم منذ فترة حكم الملك فهد حيث التقى به بعد احتلال الكويت إبان إجتماع دول الخليج في مؤتمر الدوحة والذي كان يتواجد الملك فيه.

“كنت خارج العراق حينها وكنت أهاجم صدام وأتحدث عن الجانب الاخر منه عبر قناة الجزيرة لذا شاهدني الملك وهاتفني لزيارته وبالفعل زرته وقال لي سترافقني دوماً فقلت له انا في سوريا وعليّ اخذ موافقة الرئيس حافظ الأسد وهذا ما حصل اخذت الإذن وذهبت وسكنت في السعودية وأصبحت مثل مستشاره في الشأن العراقي”

أما عن حادثة مقتل عدنان خير الله، فيأشار، الى ان السبب وراء ذلك يعود الى والد خيرالله الذي قال للملك فهد انه لديه الحل لوقف الحرب الايرانية العراقية وهو في ان يصبح ابنه عدنان الذي كان وزيراً مكان صدام، ليجيبه الملك ان صدام ليس فقط زعيم العراق انما زعيم الامة. بعد ذلك علم صدام بالحديث من خلال اجهزة المخابرات فكان هذا هو السبب خلف مقتل عدنان.

وعند سؤاله عن عزة الدوري اشار علوي ان الدوري هو الذي حال من اغتياله اذ كان يقول لصدام انهم هم من أخطأوا بحقه، مشيراً الى ان الجثة التي عُثر عليها وقالوا انها تعود له، ليست له اذ كان ما يزال حياً وتمكن من التواصل معه بطريقة غير مباشرة عبر شخص مؤتمن وعضو قيادي.

وفي نهاية اللقاء قال علوي انه رفض حضور لحظة اعدام صدام حيث طُلب منه الحضور لرؤية اعدامه وحتى رؤيته قائلاً انه لم يسمح لنفسه ان يرى صدام مذلولاً خلف القضبان، فعلى الرغم من اعدامه للكثير من الأشخاص ولكن هذا لا يعني ان يتم اعدامه من قبل اخرين وبتعليمات الأميركان، فهم ليسوا أكثر وطنية منه من اعدم صدام هم عملاء أميركا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: