تُشير أكثر من جهة سياسية وأمنية الى معلومات مُستقاة من أقنية دبلوماسية واستخباراتية لموقع LebTalks، أن اغتيالات قيادات “حماس” في بيروت لم يكن أمراً مفاجئاً، اإذ سبق لإسرائيل وبعد حروبٍ خاضتها مع دولٍ عربية، ولا سيما في إطار صراعها مع الفلسطينين، أن قامت بسلسلة عمليات اغتيال لقيادات كبيرة في بيروت في حقبة السبعينيات والثمانينيات في لندن وباريس وتونس وسواها، ما يعني أن اغتيال قادة “حماس” يأتي في سياق الدور الإسرائيلي القديم- الجديد لتصفية
هذه القيادات، وهو ما سبقَ أن أعلنته إسرائيل جهارةً . أما ماذا بعد هذه الاغتيالات، فتؤكد المعطيات أن هناك قراراً مُتخذاً على أعلى المستويات في إسرائيل والخارج بمعنى أنها تحظى بغطاء أميركي وأوروبي للقيام بمثل هذه الأعمال، وبناءً عليه فالأجواء تشي بأن الأيام المقبة قاسية وصعبة، أكان على صعيد الحرب في غزة وصولاً الى لبنان على جبهة الجنوب، وإمكانية الخروج كلياً عن قواعد الإشتباك وصولاً الى عمليات الإغتيال، وبمعنى أوضح ثمة مَن يشير الى أن إيران هي مَن يقود العمليات الدبلوماسية والسياسية، وهي التي تدعم حزب الله وحماس، ولكن في الوقت عينه لم تُقدِم على أي قرار، بمعنى الدخول في الحرب الشاملة وزجّ حزب الله فيها لأنها تعتبره الورقة الرابحة لها ولذلك فالثمن مدفوع سلفاً سياسياً ودبلوماسياً في إطار المفاوضات فوق الطاولة وتحتها ووسطها بين واشنطن وطهران، فيما لبنان سيدفع أثماناً باهظة جراء اشتعال جبهةم الجنوب وما حصل في الضاحية الجنوبية مما يعيدنا الى الحقبات الماضية من خلال صراع الآخرين على أرضنا.