توجّه المدير العامّ لأمن الدولة اللواء طوني صليبا إلى عسكريّي المديريّة لمناسبة العيد الحادي والثمانين لاستقلال لبنان، بالكلمة التوجيهيّة: “أيّها العسكريّون، إن مصادفة عيد الاستقلال الحادي والثمانين لهذا العام في هذه الظروف، هي رسالة وطنيّة بحدّ ذاتها، لتكتب وتصرخ لكم أن استقلال الدول التي تحيط بها الأطماع من كلّ صوب، هو مجهود يوميّ للحفاظ على الدولة وعلى استقلالها، فالوقت والتوقيت عاملان أساسيّان لصون لبنان، لأن استقلاله لا يُستجدى ولا يُفرَض، بل يُنحَتُ حجراً حجراً لبناء البيت الوطنيّ ومؤسّساته، وهذا ما تقومون به في مهامّكم التي تؤدّونها أمام عيون اللبنانيّين والعالم تحت القصف والنار، متخطّين كلّ العوائق والمخاطر من أجل هدفٍ نبيلٍ نشأتم عليه وهو كرامة الإنسان – الفرد في لبنان”.
وتابع: “أيّها العسكريّون، يواجه لبنان منذ سنة ونيّف عدواناً همجيّاً تشنّه إسرائيل على مختلف المناطق اللبنانيّة، تحت أنظار العالم أجمع وسكوته المريب، وكأنّ الجميع ينتظر أمراً بات محتوماً، متناسين أنه أمام هذا الدمار وهذه الوحشيّة وهذا القتل للمدنيّين، بات انكسار لبنان انكساراً لكلّ القيم الإنسانيّة التي نشأت على طيفها دولٌ وحضارات ومجتمعات، ففي قاموس اللبنانيّين التاريخيّ، الكلمة أمضى من السيف، والدمعة أقوى من المتفجرات، والإرادة أصلب من دبابات الجيوش، والأحلام الحرّة المستقلة جدارها أعلى وأرقى من جدار صوت أحدث الطائرات، والشواهد التاريخيّة لا شكّ فيها، إذ ذهب قادة الإجرام والحروب، وبقيت نصوص المواثيق التي تمتلئ صفحاتها بكلمات الإبداع الإنسانيّ وقيم العيش الحرّ”.
أيّها العسكريّون، إن الاستهداف القائم على لبنان لا سابق له، وطالت جرائمه كلّ المكوّنات اللبنانيّة استفزازاً وقتلاً ودماراً، لكن إرادتكم سوف تنتصر ولو بعد حين، متشبّثين بأرضكم وكرامتكم اللتين نشأتم ونشأ اللبنانيّون عليهما، ويتجلى ذلك بالتضحيات التي تقدّمها كلُّ القوى المسلحة في لبنان وفي مقدّمتها الجيش، مع المقاومة الوطنيّة على الحدود، وما لهذه التضحيات إلا أن تزهر انتصاراً ينتظره اللبنانيّون مع الغد الآتي مشرقاً لا محالة”.