كما في الفن، كان للبنان زمنٌ ذهبيٌّ للصحافة والإعلام والتلفزيون أيضا، ومساء أمس توفّيَت واحدة من أبرز وجوه الإعلام الذهبيّ وهي صونيا بيروتي، فقد غيب الموت صحافية وإعلامية وكاتبة لبنانيّة بارزة ولامعة في مجالها، استطاعت أن ترفع الصوت عاليا من خلال كتاباتها وإصداراتها العديدة التي وصّفت فيها الواقع اللبنانيّ بجرأة وجدارة.
عملت بيروتي في عددٍ من الصحف والجرائد المحليّة كما أصدرت عددا من الكتب والروايات،
إذ بدأت مسارها المهنيّ في مجال الصحافة في صحيفة «دار الصياد» التي كتبت فيها عشرات المقالات والتحليلات والمتابعات الإخباريّة، بعد ذلك انتقلت في فترة الستينات للعمل في “تلفزيون لبنان” وامتدّت مسيرتها فيه من عام 1960 حتّى عام 1973 تخلّلها برنامج “المجلّة المتلفزة” الذي استمر حوالي تسع سنوات عارضاً مشاكل إجتماعية وثقافية وسياسية، وكان له جمهوره الخاص الذي اتّسعت قاعدته مع برنامج “استديو الفن” الذي اشتهرت فيه بيروتي بصوت مميز، ونهج خاص وجرأة غير معهودة كيف لا وهي المرأة التي خرقت التقاليد وشقت طريق نجاحها بجرأة وموهبة.
وفي عام 1963 جمعت بين الصحافة المكتوبة والمرئية بالصحافة المسموعة، بانضمامها إلى “إذاعة لبنان” ككاتبة ومعدة ومقدّمة لبرامج وحوارات، واستمرّت فيها حتى 1984، حيث اشتهرت ببرنامج «فنجان قهوة» الذي دام حوالي خمس سنوات وتخلّلته اسكتشات كتبتها وشاركت بتمثيلها، محقّقةً نجاحاً كبيراً بحيث كانت العلامة الفارقة بكونها صاحبة القلم الجريء الذي سلّطت الضوء على قضايا المرأة خصوصاً والمجتمع عمومًا.
أما أعمالها الأدبية فقد صدر للراحلة ثلاثة كتب هي”
- “مواعيد مع البارحة” الصادر عن مؤسسة نوفل عام 1987.
- “حبال الهواء” صادر عن مؤسسة بحسون الثقافية (مجموعة قصصية) عام 1991.
- “مدار اللحظة” صادر عن دار النهار للنشر (مجموعة قصصية) عام 1995.
برحيل صونيا البيروتي يكون لبنان قد خسر، بالإضافة إلى كل ما يخسره من رصيد صورته أمام العالم، علمٌ من أعلام الصحافة حين كان للمهنة صوت أصيل ومحاربون شرسون يحافظون على الرونق الخاص للمهنة والبلد والمجتمع.