لطالما ارتبط اسم حزب الله بتجارة المخدرات، وغالباً ما تُوجه اليه اصابع الاتهام في تصنيع الكبتاغون وتهريبه بهدف تمويل عملياته العسكرية، في ضوء احباط محاولات عدة لتهريب الكبتاغون الى البلدان العربية وتحديداً الى السعودية. وقد شكّلت احداها "القشة" التي فجّرت الخلاف مع الدول الخليجية واساءت للعلاقات معها، وذلك بعد ضبط الجمارك السعودية في العام 2021 تهريب أكثر من خمسة ملايين حبة كبتاغون من لبنان إلى المملكة، مخبأة داخل شحنة من فاكهة الرمّان، واوقفت بنتيجته استيراد شحنات الفاكهة اللبنانية.
هذا النشاط العابر للحدود تعرّض في اليومين الماضيين لضربة قوية بعد الاعلان عن مقتل "امبراطور الكبتاغون" مرعي الرمثان، بغارة جوية شنتها طائرات حربية أردنية على منزله في ريف السويداء الشرقي، وفق وكالة "رويترز". وبحسب المعلومات فان الرمثان كان على علاقة وثيقة بقيادات من حزب الله، وكان مسؤولا عن نقل المخدرات من جنوب لبنان.
كما قصفت الطائرات الاردنية مصنعاً للمخدرات في درعا يعتقد انه كان نقطة التقاء للمهرّبين المموّلين من حزب الله.
ويسلط هذا الاستهداف الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه الحزب في ازدهار تجارة المخدرات التي تتخذ من سوريا مركزاً لها بدعم من قيادات في النظام بعضهم من عائلة الرئيس بشار الأسد حسبما يشير تقرير لوزارة الخزانة الاميركية.
هذا ووصلت عائدات تجارة الكبتاغون لصالح النظام السوري الى نحو 57 مليار دولار اميركي سنويّاً، وتمثل 80% من امدادات العالم وما يقارب 3 اضعاف تجارة مخدرات جميع الكارتلات المكسيكية معاً وفق ما اعلنت سابقاً الحكومة البريطانية.
فهل تشكل عودة سوريا الى الجامعة العربية والضمانات التي ستقدمها مقابل ذلك، مدخلاً لانهاء عمليات التهريب عبر الحدود مع الاردن والعراق؟ وماذا عن حدود لبنان؟
