ضرب إيران يزيد عناد “الحزب”: لا تسليم للسلاح

iran1

كتب ألان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:

تأخذ التطوّرات الإيرانية مداها. وتشتعل الحرب التي حاول البعض إبعاد كأسها. ومع تطوّر الاستهدافات، بات لبنان في عين العاصفة مثله مثل كلّ دول المنطقة.

لا يستطيع الجسد اللبناني المنهك تحمّل مزيد من الخضّات والحروب. فأيّ حرب جديدة يدخلها حزب اللّه ستؤدّي إلى خراب ودمار هائلين ولن تكون الدولة اللبنانية محيّدة عنها حسب التحذيرات الدبلوماسية.

وكثّفت السلطات اللبنانية تدابيرها الاحترازية في الساعات الماضية. ودخل كلّ مسؤول في مهمّة للتواصل مع “الحزب” وحركة حماس خوفًا من افتعال أي حرب أو مواجهة جديدة لا طاقة للبنان على تحمّلها.

ومع تقدّم المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية، وسقوط أسطورة إيران التي رسمتها بعد انتصار الثورة الإسلامية، هناك وجهات نظر متعدّدة بالنسبة إلى اتجاه الأمور في لبنان.

وجهة النظر الأولى تتبناها السلطة اللبنانية، حيث تعمل ليلًا نهارًا على نأي لبنان بنفسه من أتون الحرب، وتعتبر أن النأي كفيل بتأمين شبكة الأمان للبنان ويبعد شبح الحرب.

ويملك بعض من تبقّى من صقور “الحزب” نظرية أخرى تقول إنه حتى لو لم يحرّك «الحزب» ساكنًا، فسيكون لبنان تحت مرمى الاستهدافات الإسرائيلية. ويظهر ذلك من خلال عدم وجود أي قوة تردع تل أبيب، سواء في لبنان أو في كل المنطقة، وكلّما تنتهي إسرائيل من جبهة تفتح جبهة أخرى، لذلك يجب التحضّر لحرب جديدة.

ويملك السياديون نظرة مختلفة، إذ يؤكّدون أنّ الحل الوحيد الذي يحمي لبنان هو تسليم “الحزب” سلاحه، عندها تنزع كلّ الذرائع من إسرائيل وتستلم الدولة اللبنانية زمام الأمور، فلا حماية للبنان من دون تحقيق هذا الشرط.

وتشير المعلومات إلى أن “الحزب” أبلغ رئاسة الجمهورية وكلّ من يعنيهم الأمر أن موضوع سلاحه غير قابل للنقاش، ولا تسليم للسلاح في القريب العاجل. والشرط الأساسي للبدء بالحديث عن ملف سلاح “الحزب” هو انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال محتلة على الشريط الحدودي وتسليم جميع الأسرى والمعتقلين وقبل هذا الشرط لا حديث عن السلاح، وكلّ ما يستطيع “الحزب” الوعد به هو النأي بالنفس عن الحرب الإسرائيلية- الإيرانية.

وتلفت المعلومات إلى أن بدء الحوار عن السلاح لا يعني الحوار لتسليم السلاح، بل لوضع استراتيجية دفاعية تحمي الجنوب ولبنان حسب “الحزب”، فالتخلي عن السلاح في ظلّ الخطر الإسرائيلي غير وارد على الإطلاق.

ووسط الترقب لتطوّرات المنطقة، يبدو أن هذه الرهانات قد لا توصل إلى مكان، ففي السابق كان جزء من السلطة يرفض التشدّد مع “الحزب” على قاعدة أن نجاح المفاوضات النووية الأميركية- الإيرانية سيؤدّي حكمًا إلى تخلي “الحزب” عن سلاحه، أما اليوم فضرب إيران قد يؤدّي إلى ليونة من قبل “الحزب”.

وإذا كانت هذه النظرية موجودة، إلّا أن هناك تخوّفًا رسميًا من تشدّد “الحزب” أكثر بعد ضرب إيران، فمن جهة إذا لم يسقط النظام الإيراني فقد يعطي أوامر لأذرعه بالتشدّد لأنه لم يعد هناك ما يخسره.

وإذا وصلت كلمة السرّ الإيرانية إلى “الحزب”، فلا توجد أيّ قوة ممكن أن تغيّرها. ومن جهة ثانية، يرى “الحزب” ما حلّ ببعض الأحزاب عندما سلّمت سلاحها وخصوصًا الأحزاب المسيحية، وبالتالي مع ضعف طهران سيتمسّك “الحزب” أكثر بسلاحه ويتشدّد لأنه يعتبر نفسه بموقع الضعف والنظام اللبناني لا يؤمّن له القوّة والضمانات، وقوّته استمدّها من إيران التي موّلها بالمال والسلاح والعقيدة.

لن يتساهل حزب اللّه بملف سلاحه لأنه يعتبره عامل القوة الوحيد الذي بقي له ولو كانت هذه القوة غير فعّالة في مواجهة إسرائيل، في حين لم تحزم الدولة اللبنانية أمرها بعض وتتذاكى في تطبيق اتفاق الهدنة والقرار 1701، والتجارب مع الدولة اللبنانية لا تشجّع والدليل ما حصل بالنسبة لملف السلاح الفلسطيني.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: