طار راسك يا بشير، جايي دورك يا سمير” هكذا أحيا القوميون ذكرى التحرير!”

" طار راسك يا بشير، جايي دورك يا سمير" هكذا أحيا القوميون ذكرى التحرير!!

بالتأكيد له طرقه الخاصة في كل شيء واللبيب من الإشارة يفهم، إنه الحزب السوري القومي الذي إحتفل اليوم بذكرى التحرير في شارع الحمرا بإستعراض شبه عسكري على وقع هتافات” طار راسك يا بشير، جايي دورك يا سمير”، فيما تستوجب المناسبة هتافات من نوع آخر، أقلها ضد مَن كان يحتل أرض الجنوب، لكن كيف يمكن لحزب لا يؤمن بوجود لبنان أن يحتفل بتلك الذكرى؟ فشعاراته تصّب في خانة سوريا الكبرى، والبقاء للأمة السورية النابعة من نظام بشار الأسد، مع هدف سيبقى حلماً لديهم بالتأكيد، وهو ضمّ لبنان الى دولة سوريا الكبرى، التي تشمل دول الهلال الخصيب.
هذه الهتافات التي أطلقها القوميون خلال إستباحتهم منطقة الحمرا وشوارعها مع أعلام زوبعتهم، أظهرت مدى وجود رعب لديهم من رئيس جمهورية شهيد هو بشير الجميّل، الذي يتباهون لغاية اليوم بقتله جسدياً على يد مجرم ينتمي اليهم، فيما هو لا يزال حيّاً في قلوب وضمائر أكثرية اللبنانيين الذين عايشوا معه حلم الدولة القوية والرئيس القوي، الذي لم يعرف لبنان مثيلاً له ، والزعيم الذي لا يشبهه الزعماء، ولربما هو الرجل الوحيد الذي يدور الكلام عنه في مماته كما في حياته، وسيبقى رئيساً عُلقت صورته في أروقة القصر الرئاسي، شاء من شاء وأبى من أبى، ورغم أنف الجميع، وكما أرعبهم في حياته سيبقى يرعبهم في مماته والى إنتهاء الدهر.
أما تهديدكم لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، لأنه الزعيم المسيحي السيادي، فنضعه برسم النيابة العامة والأجهزة الأمنية، وأمام إخبار وتهديد علني بالقتل، فهل من يسمع؟!
في الختام لا بدّ من الإشارة الى أنّ هذه المظاهر الميليشياوية المرفوضة تؤكد مدى ضعف الدولة وهشاشتها، وعدم قدرتها على فرض سلطتها على كامل أراضيها، وحصر السلاح بها وحدها، فيما هو منتشر وبأيدي مَن يستعرض كل فترة، وإن لم يكن ظاهرياً، من هنا نسأل أين الدولة من كل ما يجري؟، وأين هي الأصوات التي تعلو وتصرخ لتدافع عن الحق بحسب ما يحلو لها؟ فيما هي دائماً تقوم بهذه المهمة في المكان الغلط، ووفق مصالحها فقط …!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: