مع حلول شهر الأعياد والموسم الأكثر حيويّة سياحياً بعد الإصطياف، يستعد لبنان لاستضافة أعداد كبيرة من الزوار، ويبقى اللبناني “اللغز الذي حيّر المراقبين” محبّاً للحياة والفرح حتّى في عز الأزمات، فهو يأبى أن يدفن نفسه وهو حَي، وهذا ما تظهره الأرقام هذا العام، إذ أنه وبحسب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي “بدأت حركة اللبنانيين المغتربين منذ ١٥ الشهر الجاري تزداد باتجاه لبنان، إذ هناك تقريباً ٩٥ أو ١٠٠ طائرة تصل في اليوم الواحد إلى البلد، وهذا يعني أن هناك نحو ١٢،٠٠٠ الى ١٥،٠٠٠ وافد يومياً”، شارحاً أنه من المتوقع خلال فترة العيد التي تبدأ من ١٠ الشهر حتى ٢٥ منه، أن يصل حوالي ٣٠٠،٠٠٠ لبناني مغترب، وهذا ما يتم التعويل عليه خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أعداد من السواح العرب من مصر والعراق والأردن.
وفي السياق، يؤكّد الرامي أن “المطاعم والمقاهي ارتدت حلّة جديدة وهي مستعدة لاستقبال أكبر عدد من الرواد، فالحفلات كثيرة ومتنوّعة في هذه الفترة”، أما عن الأسعار فيشير الرامي إلى أنها تتفاوت بين حفلة وأخرى “حفاظاً على ما تبقى من الطبقة الوسطى إذ أن العديد من المطاعم لا تزال تعتمد أسلوب طلبات “A la carte” لاستقطاب قدر المستطاع من الرواد والزبائن، بينما مطاعم أخرى تعتمد أسلوب “Set menu”، وتختلف الأسعار بين المطاعم والحانات إذ أن الأسعار في الحانات تتراوح بين ٥٠ و ١٥٠ دولار، أما الملاهي الكبيرة فتتراوح أسعارها بين ١٠٠ و٤٠٠ أو ٥٠٠ دولار لحضور حفلات يحييها فنانون كبار،” مضيفاً ” نأمل أن نأخذ جرعة أوكسيجين من هذا الموسم مع أن كل ذلك غير كاف لأن يكون لدينا سياحة مواسم نظراً لأن موسم الصيف انقضى مع كل التكاليف الباهظة، وبعده موسم الأعياد وهذا عبء إلا أنه بالنسبة لنا على صعيد المؤسسات فهي فترة إثبات وجود وصمود ولكننا مصرين على إبقاء صورة لبنان ولبنان على الخارطة السياحية أقله في هذه الظروف الرديئة”.
وفي مقارنة بين السنة الماضية واليوم، يوضح الرامي أن السنة الماضية كان فيروس كورونا يحتل المشهد فيها لذلك لا يمكن المقارنة بينهما، إلا أنه بطبيعة الحال فإن الظروف المعيشية تؤثّر بشكلٍ كبير على الإقبال نسبةً لما كنا نشهده في السنوات الماضية قبل الأزمات، “هذا الموسم يُعتَبَر بمثابة صيف قصير ومن الجيد أن هناك من لا يزال يحتفل في هذه الظروف”.
