تبين بالملموس أن زيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لبنان، والتي كانت أسبوعاً كاملاً، لم تلامس أي عودة حقيقية عن القرار الذي اتخذه بتعليق عمله السياسي، بحيث الظروف لم تنضج وثمة
معلومات موثوقة لموقعLebTalks ، بأن كل ما قيل في الصالونات السياسية والكواليس وسوى ذلك بأن الرئيس سعد الحريري عائد إلى بيئته وجمهوره والبلد، لا يمت للحقيقة بصلة على اعتبار أن المسألة لم تنته بعد، فهناك اعتبارات خاصة ما زالت تحول دون ذلك.
لكن بعض الإيجابيات التي ظهرت ويبنى عليها تتمثل بمفصلين أساسيين، أولاً اتهامه مباشرة “حزب الله” بقتل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكنه لم يصل إلى مستوى في انتقاده لدور الحزب الذي يقوض الدولة ومؤسساتها، في إطار استمرار عملية ربط النزاع بينه وبين هذا الحزب، لكنه قال أن العناصر التي اغتالت رفيق الحريري، منها ما قتل في سوريا أو لبنان وهذه تلك اشارة مهمة،.
أضف إلى ذلك، النقطة الثانية والتي تمثلت بظهوره على محطة “العربية الحدث” المملوكة من المملكة العربية السعودية في إطار الرسائل الإيجابية وهذه بدورها دلالة مهمة.
لكن العودة قد تتقرر قبل الإنتخابات النيابية إذا استوت الطبخة ونضجت الأمور، بانتظار زيارته إلى روسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، حيث تربطه به علاقة متينة ومع سائر القيادة الروسية، إلى الكلام الإيجابي والمهم الذي قاله عنه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في إطار الدور الذي يقوم به المبعوث الخاص للحريري في روسيا الدكتور جورج شعبان، الذي يدور الزوايا ويمتن هذه العلاقة ويعتبر من الحلقة الضيقة المحسوبة والمقربة على الحريرية السياسية بدءاً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الرئيس سعد الحريري.
في السياق، يظهر جلياً أن الحريري كسب ود الجميع خلال لقاء الأسبوع في لبنان، من خلال الكلام العقلاني الذي تطرق إليه دون أن يغوص بالعمق في الملفات السياسية، وسط إجماع منقطع النظير على كونه يمثل الاعتدال السني والوطني، إضافة إلى أن جمهوره لازال وفياً له والأرض موجودة وكل شيء متوفر وتحديداً الإجماع السياسي على ضرورة العودة عن قرار تعليق عمله السياسي.
وعندما تزول بعض الاعتبارات ، سيعود الحريري إلى بيروت على حصان أبيض،و ان كانت زيارته الحالية مغايرة عن السابق شكلاً ومضموناً، فاللوك لم ينحصر شخصياً بالزيارة، بل ثمة أكثر من دلالة وقراءة لها وكلها صبت في خانة الإيجابيات.