عام دراسيّ يكاد ينتهي " بطلوع الروح":الأهل في مأزق دولرة الأقساط والأساتذة يتوعّدون!

98762Image1

"بطلوع الروح" مضى عامٌ دراسيٌّ في لبنان على كلتي الجهتين: المدارس والطاقم التعليمي وعلى الأهالي والتلاميذ بطبيعة الحال، فبين إضرابات المدارس الرسمية وارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة، وقعَ الأهالي في مأزق تأمين الأقساط العالية للمدارس، وآخرون في مأزق الإضرابات المتواصلة وخسارة أولادهم فترة كبيرة من العام الدراسي،. إثر ذلك، إعتبر الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر عبر LebTalks أن العام الدراسي كان "مليئاً بالتضحيات من الأسرة التعليمية كلها، بدءاً من الأساتذة والطلاب وصولاً إلى الأهالي، وهذا ما جعل العام الدراسي يمرّ بشكل غير طبيعي وعادي، لأن الحوافز المالية من جهة لم تكن كافية للمعلّم لأن يستمر في العام الدراسي، وبالرغم من ذلك استمر.
من جهة أخرى، سُجّلت تضحية الأهل المالية الكبرى التي قدموها، وهذا أن دلّ على شيء فعلى وعي الأهل الكبير لأهمية التعليم وتحمّلهم لهذا الضغط الكبير خلال العام".

ماذا يحمل العام الدراسي المقبل؟

يضيف الأب نصر أنه مع تغيّر الوضع الإقتصادي القائم في البلد منذ بداية العام الدراسي ٢٠٢٢- ٢٠٢٣ ودولرة أغلب القطاعات، " بات هناك حالة من التكيّف مع هذا الوضع، لذلك نحاول كقطاع تربوي أن نتماشى معه لكي نستطيع استعادة التوازن بين المصاريف التي باتت كلها بالدولار والمداخيل التي لا تزال أغلبها بالليرة اللبنانية، ولكننا نعلم أن هذا التكيّف لن يحصل دفعة واحدة ويمكنه أن يستغرق عاماً أو أكثر، تبدأ من العام الدراسي المقبل ليصبح حوالي 30% من القسط بالدولار، ويلي ذلك دولرة جزئية أخرى في السنوات المقبلة".

لا عام دراسي جديد إلا بحالة واحدة!

وفي السياق ذاته، رفع نقيب معلمي ​المدارس الخاصة​ نعمة محفوظ الصوت عبر LebTalks قائلاً "٤ سنوات مضت والمعلّمون يدرّسون باللحم الحي، لا نسمح لأي كان أن يقول ويطلب من المعلمين التحمّل أو التضحية أكثر من ذلك"، مؤكّداً أن "لا عام دراسي جديد إلا بنسبة دولرة على الأقساط تتراوح بين ال 35 وال 65% بحسب المناطق وأوضاع الأهل المعيشية في كل منطقة"، مستنداً بذلك الى الدولرة الشاملة التي حصلت في أغلب قطاعات الدولة، "هذا يعني أن تكاليف الأساتذة كلها بالدولار باستثناء الراتب الشهري، علماً أن العديد من الأساتذة لا يزالون يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، وهذا الأمر لم يعد مقبولاً ولا يمكن الاستمرار به، وذلك للحفاظ على الكفاءة والمستوى التربوي اللذين اعتاد عليهما البلد وسط خسارة 20% من كوادر المعلمين خلال العام الماضي، والخوف من ازدياد هذه النسبة كبير وهذا ما لا نريد أن نصل إليه".

هل بات التعليم "للأغنياء فقط"؟

" 40 ألف طالب غادروا التعليم الرسمي إلى التعليم الخاص خلال العام الماضي، وهذا العام غادر 42 ألف طالب إلى التعليم الخاص بالرغم من أن الدفع بالدولار، وفي المناطق النائية أيضاً تأقلم المواطنون مع دولرة الأسعار في القطاعات كافة وباتت كل المصاريف بالدولار، فلماذا عندما يأتي الأمر للمسألة التربوية تتضاءل فجأة قدرة الأهالي المعيشية؟"، ويستطرد محفوظ قائلاً "كل مقومات عيش الأساتذة باتت بالدولار والشعب بأكمله بات مسحوقاً من جراء سياسات عشوائية للسلطة الحاكمة، إلا أن الأساتذة لا يمكن أن يتحمّلوا عبء هذه السياسات ومسؤولية فشل الدولة".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: