عجز اللبنانيين

20161022-1618 (2)

بقلم عماد حداد

شكّل عجز اللبنانيين عن الإطاحة بهذه المنظومة بالقوة حافزاً لهذه الطبقة السياسية للتمادي في إهمال متطلبات الشعب وأبسط حقوقه، وازدادت وقاحة ولامبالاة حيال تدنّي قدرتهم الشرائية ورفعت الدعم عن المواد الأساسية من دون أن يرف لها جفن، فالحد الأدنى للرواتب أصبح يوازي صفيحتَي وقود وبالكاد يكفي لتأمين الخبز للعائلة طيلة الشهر، هذا إذا لم نتكلم عن الدواء بحيث يلجأ رب العائلة للإستدانة إذا مرض أحد أفراد العائلة.

عجز اللبنانيين الآن لا يعني يأسهم، وهم أثبتوا عند مفاصل كثيرة جهوزيتهم للنزول إلى الشارع وقدرتهم على "قبع" هذه السلطة، في الأمس القريب قاد الشعب ثورة "١٧ تشرين" وفي الأمس البعيد حقق ثورة الأرز بصدور عارية فرضت انسحاب الجيش السوري المدجج بالسلاح الثقيل وسيطرته الأثقل على مؤسسات الدولة.

لماذا خرج الشعب من شارع "١٧ تشرين" من دون تحقيق ما حققته ثورة الأرز، رغم التحفظات على إضاعة هذا الزخم الشعبي سدى؟ الإجابة المنطقية على هذا السؤال تحمّل المسؤولية للقوى والشخصيات التي تزعم تمثيل الثورة فيما هي تميل قولاً وفعلاً إلى نهج المحاصصة الذي تعتمده المنظومة الحاكمة الأمر الذي ولّد خيبة عند ثوار "١٧ تشرين".

الثوار، الكثيرون منهم، من غير المنتمين إلى الأحزاب باتوا يبحثون عن قوة تمثّل توجهاتهم، وعجزهم اليوم سيتفجّر غضباً مزدوجاً على مجموعات صادرت تطلعاتهم وتضحياتهم غصباً، وعلى سلطة الفساد والسلاح التي تمعن في استفزاز اللبنانيين وإفقارهم وتهجيرهم. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: