خطوة عزوف الرئيس سعد الحريري والمتزامنة مع زيارة وزير الخارجية الكويتي تطرح اكثر من علامة استفهام سيما وانه تبدو وكأنها رسالة موجهة للكويت ومن خلالها للسعودية لاسماعهم صوت الشارع السني المعتدل المتمسك بسعد الحريري . وقد تكون مصادفة ولكن بالسياسة حتى المصادفات فيها تخادم . اما خطوة العزوف فهي ثلاثية الابعاد اذا وضعنا جانبا اسلوب الرئيس الحريري الشخصي الذي قد لا نكون موافقين عليه في تصديه للتحديات ومواجهتها - فمن جهة هي ترجمة لازمة الثقة بينه وبين الرياض وهنا يمكن استثمار وجود وزير خارجية الكويت لايصال رسالة للسعوديين ومن جهة ثانية هي تعبير عن ازمة بين الحريري الداخلي الذي يعاني من محاولات شقيقه استراق زعامته على قاعدة الخيار الحريري الثاني مع فشل الخيار الاول في سياساته الحكومية والحكم ومن جهة ثالثة وجود ازمة داخل الطائفة السنية الكريمة التي تعاني من تشتت وضعف يسمح لزعامات اخرى بالتقدم على مساحة الحريرية المتراجعة والمستضعفة لقطف ثمار البدائل الممكنة . لكن وبالخلاصة هناك حائط مسدود وصل اليه الوضع اللبناني برمته ما انعكس وينعكس داخل كل طائفة صراعا وتشرذم تبعا لطبيعة المرحلة وضيق الخيارات .
جورج ابو صعب