لا شك في أنه من المعروف تاريخياً مدى قابلية اللبناني على النهوض بعد كل نكبة وانهيار، والمعروف عنه أيضاً مدى حبه للحياة والأمل والفرح في كل مرحلة من المراحل التي مرّت وتمر بها بلاده ولكن، كل شي زاد بالمعنى نقص، فالإحتفالات الزائدة عن حدّها "على الفاضي والمليان" تنعكس سلباً على اللبنانيّ الذي يعيش في حالة "نكران" للواقع المزري الذي يعيشه، وهذا ما ظهر جليّاً الأسبوع الماضي أولاً بعد نفاد تذاكر حفل الفنان المصري تامر حسني بالكامل بعد ساعات على طرح موعد الحفلة، وثانياً بعد الإستقبال الحاشد الذي جرى أمام مطار بيروت للنجم المصري على إيقاع الطبل والمزمار، وحمله على الأكتاف بمرافقة زفّة تراثيّة لبنانية.
من المؤكّد أن ما نقوله لا يعني أنه، على الشعب اللبناني أن يعيش في حال يأس وكآبة أوصلتنا إليها المنظومة الحاكمة ودمّرت ما تبقى من صورة لبنان الحضارية، إلا أنه من غير المنطقي ما يجري من احتفالات عشوائية تناقض الواقع بكل تفاصيله، إذ إن ما يحصل لم يعد يُسمّى "حباً للحياة" إنما بات "مسخرة" يعيشها اللبنانيّ لينفصل بكل حالاته عن الواقع المُعاش، وهذا ما يُخيف حتماً في تجاهل أي تغيير يمكن للشعب أن يقوم به في مجتمعه وبلده ودولته!