علم الإنتخابات النيابية"

IMG-20211125-WA0004

يوقع الدكتور مارك م. أبو عبدالله نهار الثلاثاء الواقع في ٧ كانون الأول ٢٠٢١ عند الساعة الخامسة من بعد الظهر في مسرح دير مار الياس انطلياس كتابه الجديد بعنوان "مدخل الى علم الإنتخابات النيابية، الانتخابات النيابية في المتن ١٩٤٣-٢٠١٨". ويقدم الباحث في تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان الدكتور أبو عبدالله ، منهجيةً جديدةً مُستخدمة في الغرب في علم الانتخابات النيابية وتحليل ارقامها وعناصرها. وعلم الإنتخابات النيابية، غير المعروف كثيرًا في لبنان، نشأ في حوالي منتصف القرن العشرين في بريطانيا ومن ثم انتشر وتطور في دول أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. وهو علم متعدد الاختصاصات(un domaine multidisciplinaire) إذ يعتمد على دراسات متعلقة بعدد من العلوم ومن أهمها علم التاريخ، علم الاجتماع التاريخي الذي يراقب عملية تطور العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والتي تؤثر على خيارات الناخبين. كما يرتكز علم الانتخابات على الأنثروبولوجيا (l’anthropologie) التي تدرس تصرفات الناخبين والمرشحين كما ثقافات المجموعات المكونة للنسيج الاجتماعي للكتل الناخبة الاساسية. كما يعتمد على علم الإحصاء القائم على تجميع المعطيات والبيانات وتوصيفها ومن ثم تحليلها ومقاربتها مع بعض المعطيات التاريخية والمجتمعية. إلاّ إن الهدف من تأريخ ديمقراطية الناخبين ليس فقط اكتشاف الماضي وآليات الاقتراع والتفكير فيما يمكن ان يكون عليه الحوار المثمر بين علم التاريخ وعلم الاجتماع، بل ايضًا في الكشف عن الوجوه المتعددة لفعل التصويت في صميم تاريخ التمثيل السياسي. كما تعتمد هذه الدراسة على عدة علوم أخرى من بينها "علم اجتماع النواب" (la sociographie des députés)، وهو علم حديث في الدول الغربية.ويرتكز بصورة أساسية على ما يعرف في اللغة الفرنسية ب (prosopographie) أي وصف عدد معيّن من النواب ودراسة تطور الجانب الفكري والسياسي والثقافي والمهني والمجتمعي لهم خلال فترة زمنية محددة. وتعتمد منهجية البحث في هذه الدراسة مقارنة بين شخصية المرشحين وخطابهم الانتخابي مع آبائهم ممن تبوأوا مراكز سياسية (Corleone analogy). وبعد طرحه لمنهجية البحث العلمي، يقوم الدكتور أبو عبدالله بتحليل ودراسة الدورات الانتخابية التي جرت ما بين العام ١٩٤٣ والعام ٢٠١٨، والتي تتضمن ١٥ دورة عامة و٧ دورات فرعية. ويتضمن هذا التحليل دراسةً شاملة للظروف المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة على مسار ونتائج العملية الانتخابية.كما ويشمل التحليل الانتخابي دراسة معمّقة لقانون الانتخابات لكل دورة. وتتضمن دراسة تلك الدورات تحليل ومقاربة الأرقام المتعلقة بدائرة محافظة جبل لبنان، بصورة عامة، ودائرة قضاء المتن بصورة خاصة. تهدف هذه الدراسة الى دفع الأحزاب والقوى السياسية على العمل لتطوير العملية الانتخابية، عبر تطوير المرشح والناخب معًا. فعلى المرشح التمتع بحدّ مقبول من الثقافة التاريخية والدستورية لكي يكون قادراً على تطوير مستوى عمل المجلس النيابي، اكان في التشريع او في مراقبة ومحاسبة الحكومة. وعلى الناخب ان يضطلع، ومن خلال الثقافة التاريخية والدستورية التي يجب ان يتحلّى بها، بدور أوسع واكبر في مجال تحليل خطاب المرشح ومقارنته للبرامج الانتخابية والاعتراف بقدرته وبدوره في صناعة القرار السياسي. ويساهم تحقيق تلك الأهداف ، في زيادة الوعي المجتمعي وفي تعزيز مفهوم المواطنة وما يتضمنه من قيّم متعلقة بالديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد والضمير.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: