يعيش “حزب الله” اليوم مأزقاً كبيراً. فقد انكشف أمام اللبنانيين، مرة جديدة، بأنه مجرد “عملاق كرتوني”. فهذا الحزب الذي واجه العدو الاسرائيلي ودحره بعد مقاومة امتدت لسنوات، وفق رواية الحزب وخطابه، سقط أمام مواطن دافع عن بلدته. فالهالة الكبيرة التي يعطيها الحزب لمقاتليه، بأنهم عناصر نخبة يحظون بتكليف إلهي، سقطت أمام مواطن عادي كان يدافع عن منطقته، بعدما شاهد شاحنة تتكدس فيها الاسلحة ومسلحين حولها، أمام كنيسته.
بل أكثر، فإن الكحالة، وما لها من رمزية مسيحية مقاومة، كشفت ان لا غطاء مسيحي للحزب في الداخل. فالبجاني الذي سقط أمام كنيسة بلدته، هو من مناصري إيلي حبيقة، وقد نعاه جو حبيقة مُرفقاً تغريدته بصورة لوالده مع البجاني.
كما أن جمهور الحزب تداول صورة للعنصر القتيل، القصاص، وهو ببذلته العسكرية يضيء شمعة أمام تمثال للسيدة العذراء في منطقة يُرجّح أنها في سوريا، خلال قتال الحزب هناك، وحملة لجمهور الحزب على قيادته، كيف “ان العنصر قُتِل على يد مَن كان الحزب يحميهم وقدم في سبيلهم الشهداء”، والمقصود طبعاً المسيحيين.
دون أن ننسى أن عناصر الحزب فشلت في استعادة حمولة الشاحنة، أو حمايتها، بل أن الجيش اللبناني هو من طوّقها وحافظ عليها، ثم قام بعد ذلك بنقل الحمولة تدريجياً. بمعنى أن الحزب، وعلى الرغم من كل خطابات فائض القوة، لم يجرؤ ولم يستطع حماية سلاحه من مجموعة أهالي، فاستعان بالجيش ليقوم بذلك.
في المحصلة، تتكسّر صورة “الحزب القوي”، يوماً بعد يوم، إذ يظهر أنه مجرد فصيل مسلح، لا غطاء وطني له، وتحديداً لا غطاء مسيحي، والنقمة الشيعية عليه أيضاً تزداد يوماً بعد يوم.
