عندما يستحضر قاسم التقسيم … فالحزب ليس بنعيم

WhatsApp Image 2023-01-19 at 7.38.46 AM

يعيش لبنان أزمنة لا مثيل لها من حيث إمعان سلطة بنحرِ شعبها بقوته ودوائه وأمنه وجنى عمره.
سلطة ترقص بمناكفاتها مزهوة على قبر مستقبل شبابها.
سلطة لا تحرك ساكناً أمام فاجعة بحجم إنفجار 4 آب – الذي حصد اكثر من 230 شهيداً وضحية – ولم يحرك ضميرها، لا بل تضع العصي في دواليب العدالة.
سلطة تستثمر سياسياً – ومن يدري ربما مالياً – في إنهيار مالي وإقتصادي غير مسبوق جعل مواطنيها يستجدون أموالهم من دون جدوى.
ومن علامات الازمنة في السياسة اللبنانية، أن يحاضر نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بالسيادة ويعطي دروساً بـ”إحترام إرادة الشعب”.

أستفز قاسم و حزبه وضع رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الاصبع على جرح الوطن الحقيقي وهو “سلبطة” “حزب الله” وشركائه الذين “بعد 3 سنوات من الأزمة لم يقوموا بشيء وبعد 3 أشهر من الفراغ الرئاسي يصرون على الاتيان بالرئيس الذي يريدونه أو الاستمرار بالتعطيل”.

إستفزهم رفض جعجع “أن يبقى مصير الناس معلّقاً في الهواء وبمصير إيران التي “الله يوفقها مطرح ما هي” ولتحمي “ظهر المقاومة مطرح ما هني”.

إستفزهم وضع جعجع النقاط على الحروف بقوله: “في حال تمكن “حزب الله” من الإتيان برئيس بالشكل الذي يريده فعندها يجب إعادة النظر في كل التركيبة اللبنانيّة، اذ من غير المقبول ان نبقى والاجيال اللاحقة تحت سيطرة “الحزب” اللا شرعيّة، وهذا لسان حال الكثير من اللبنانيين. عندها يجب إعادة النظر سياسياّ بتركيبة الدولة التي تسمح للحزب بالتلاعب بها لمنعه من الاستمرار بذلك وايجاد طريقة كي لا يبقى “متسلبطاً” على بقيّة اللبنانيين، و”الله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك”.

إستفزهم إعلان جعجع وجوب “إعادة النظر في كلّ التركيبة اللبنانيّة” وأن “كلّ الخيارات متاحة” في حال تمكّن “حزب الله” من الإتيان برئيس بالشكل الذي يريده.

لذا أطل قاسم عبر حسابه على “تويتر” مغرّداً: “أحد الأركان السياديين يدعو إلى التقسيم إذا لم يتمكن من الإتيان بالرئيس الذي يريده! هل السيادة تكون بالاستحواذ على البلد والتطنيش عن الاحتلال الإسرائيلي لبلدنا، وعدم احترام إرادة الشعب في انتخاب الرئيس؟ الوطني لا يدعو إلى التقسيم”.
إستحضر “الحزب” “فزّاعة” التقسيم وهو الذي يجهد بممارسات الترغيب والترهيب لإبتلاع البلاد بكاملها. فكيف لقاسم أن يفتي أن إعادة النظر بتركيبة الدولة التي تسمح للحزب بالتلاعب بها تعني التقسيم؟! إنه لتضليل لا بل تزوير.

أليس من المضحك ان يتحدث من “طنّش” لا بل ساهم بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، عن “التطنيش” عن الاحتلال الإسرائيلي لبلدنا؟!

كيف لمن يعطل النصاب ويقترع للفراغ بأوراق بيضاء ويتنصل من واجباته الدستورية ويستخف بالتفويض الشعبي في صناديق الاقتراع أن يتهم الاخرين بعدم احترام إرادة الشعب في انتخاب الرئيس؟!

هل لمن يتباهى بارتباطه العضوي بإيران وبأنه “جدي في حزب الولي الفقيه” وبأن ماله وسلاحه ورواتبه من إيران أن يزايد بالسيادة؟
هل لمن يستبيح الحدود، يغزو بيروت، يضع “خطوط حمر” على تصدي الجيش لإرهابيي “فتح الاسلام” في مخيم نهر البارد ويقيم مربعات امنية محظورة على الدولة أن يزايد بالسيادة؟
هل لمن يتفرّد بقرار الحرب والسلم ويصادر سياسات الدولة الخارجية أن يزايد بالسيادة؟

عندما يستحضر قاسم نغمة التقسيم عبر تحريف موقف جعجع… فهذا يعني أن الحزب ليس بنعيم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: