يعيد التاريخ نفسه في كل محطة سياسية وأمنية مفصلية، فما جرى مع النازحين السوريين في منطقة الدكوانة والبوشرية يُذكّر بمخيمات الفلسطينين القريبة من المنطقة، أي جسر الباشا في منتصف السبعينيات وصولاً إلى مخيم ضبية، وهذا ما أدى حين حينها إلى وقوع حرب طاحنة في العام ١٩٧٥.
اليوم موضوع النازحين السوريين بات بمثابة قنابل موقوتة، و قد سبق أن حذّرنا منه عبر lebTalks في أكثر من محطة ومناسبة، وفي آخر المعطيات وفق المتابعين والمواكبين أن المشكلة كبيرة وخطيرة، ولكن الأخطر هو موقف الدول الأوروبية والأمم المتحدة، إذ لا حل لموضوع النازحين طالما هناك قرار واضح بإبقائهم حيث هم على أن تتكلف الدول المانحة، لاسيما الأوروبية والأممية، بدفع نفقات التربية والتعليم وكل ما يستلزم ذلك، فالمهم أن يبقوا في لبنان ولا يرحلوا إلى أوروبا، لكن ثمة من يشير إلى حراك كبير على مستوى القيادات السياسية والحزبية وثورة كبيرة في هذا الإطار قد تؤدي إلى دفع هذه الدول لتغيير نظرتها، وإلا فإن لبنان ذاهب إلى زوال كما سبق وقال الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لأن رقم النازحين بات ما يوازي عدد اللبنانيين، والمطلوب إعادتهم إلى ديارهم، ومن ثم إحترام من لديهم إقامة وعمل وفق الآليات القانونية، لأن العمالة السورية في لبنان قديمة العهد وليست بجديدة، وما يحصل اليوم على الساحة اللبنانية هو لعبة الكبار التي يدفع ثمنها الصغار.
