وكأننا نعيش في غابة أو في حارة “كل مين ايدو الو” لكي لا نبالغ في التعبير. كل يوم ننام على فضيحة ونستيقظ على “جرصة”. ولعل ما جرى مع المملكة العربية السعودية كشف أكثر من فضيحة وأعمق من جرصة ليتأكد لنا يوماً بعد يوم أن هذا الوطن لا أمل له بالحياة.
وصول شحنة كبيرة من الكبتاغون الى جدة فتحت الباب مجدداً امام أزمة الحدود المفتوحة والمشرعة وسط معلومات تحدثت عن تعطل مكنات السكانر التي تكشف محتوى جميع الشحنات ومنذ زمن.
وما إن وقعت المصيبة حتى بدأت الدولة تهرول لتجد الحل، فالقت باللومة على “السكانر” المعطل، وكأنها تقوم بعملها على اكمل وجه، وكأن الفساد بعيد عنها، وقررت بعد ان استفاقت من غيبوبتها ان تعيد تركيب أجهزة السكانر على الحدود.
وهنا نسأل: عن أي حدود تتحدث دولتنا العلية؟ هل هذه الحدود تشمل المعابر الشرعية وغير الشرعية على حد سواء؟ هل هي تشمل العنابر في المرفأ، وبوابات المطار الخاصة؟ عن أي سكانر تتحدثون؟ هل يمكن لهذه المكنة المتواضعة ان تمس هيبة “المقاومة” التي تعتبر ان الحدود غير الشرعية لزوم مقاومتها؟ على من تضحكون؟ أعلى الشعب الذي بات يكشف كذبكم قبل ان تتفوهوا به؟ أم على المجتمع الدولي الذي بات يعرفكم عن ظهر قلب؟ هذه المسرحية اليوم التي جرت في القصر الجمهوري وكل المسرحيات التي ستأتي بعدها بل تنطوي علينا بعد اليوم. المطلوب واحد الضرب بيد من حديد وجعل اللبنانيين سواسية تحت القانون وتحت السلطات الشرعية.
وكأننا بتنا في هذا البلد نعيش على قاعدة الداخل أمونيوم والخارج كبتاغون، لأن الدولة نائمة و”عنتر متعنتر وما حدا عم بيردو”
