لقد آثرتُ ومنذ أن بدأت الإشكالات عند شاطئ صيدا، عدم التعليق على الموضوع على اعتبار أن ما يجري لا يمتّ للبنان "البلد الرسالة" بصلة، ولا علاقة لما يُحكى عن عيش مشترك وحرية معتقد فيه، بل جُلّ ما في الأمر أن بعض الإنطوائيين الإنعزاليين يحاولون فرض ممارساتهم وأفكارهم وفهمهم الخاطئ عن الدين على ما تبقى من "شركائهم" في الوطن.
بعيداً عن القوانين التي ترعى حقوق الجميع باستعمال الشاطئ اللبناني، وتمنع أي أحدٍ من الاعتداء على حرية الآخر تحت أي غطاء كان، فإن ما جرى في صيدا غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن اعتباره إلا اعتداءً على الحريات، ولا يجب أن يُسمح له بالاستمرار وأن يتوقف بأرضه، إلا أن المفارقة تكمن في أنه وتزامناً مع "الهمجية" التي تمثّلت على شاطئ صيدا، قابلتها صورة أخرى أكثر إشراقاً وتألقاً، مصدرها المملكة العربية السعودية، "أرض الإسلام والمسلمين" وتمثّلت في إرسال رائدي فضاء لاستكشاف الكواكب.
هاتان الصورتان المتناقضتان تُظهران بوضوح أن ما يُحكى "بإسم الدين" في لبنان ليس سوى جهل ورجعية وهو لا يمتّ الى الدين الإسلامي بصلةٍ، فهل من حكيم يمنع هذا الجهل الحاصل ويعيد للإسلام رسالته الصحيحة؟