عن حوار طرشان.. بنتائج معروفة

IMG-20230718-WA0002

قد يكون الحديث عن دعوات لطاولة حوار يتم التحضير لها برعاية فرنسية، لا سيما عقب الاجتماع الخماسي الذي حصل في الدوحة، ضرب من الجنون، على وقع فشل الحوارات السابقة.
هذه الدعوى التي لطالما كان حزب الله عرابها الاساسي، متى ما وجد نأفسه في مأزق، وغير قادر على فرض أفكاره بقوة السلاح والبلطجة، باتت اليوم مطلباً فرنسياً تحاول "الأم الحنون" ان تجعله مطلباً دولياً، رامية كرة الفوز مرة جديدة في مرمى حزب الله وحلفائه.
ولكن قد يكون من البديهي ان نرى في لبنان من يقول لا للحوار وبصوت عال، كما فعل حزب القوات اللبنانية، لأن هذا النوع من الاجتماعات بات مضيعة للوقت ولزوم ما لا يلزم، خصوصاً وان الجهة المخولة انتخاب الرئيس، اي مجلس النواب، موجودة وبكامل صلاحياتها، ويمكنها التحاور تحت قبة البرلمان لايصال رئيس بديمقراطية من يفوز بأعلى الاصوات يكون رئيساً.
وبعد، اذا ما عقد الحوار، من سيترأسه؟ أرئيس مجلس النواب؟ كيف وهو طرف في هذا الصراع ومنغمس حتى أخمص قدميه بالتعطيل وبالتالي هو لن يستطيع ان يكون الحكم والحاكم والمعطل في آن واحد.
وأكثر، برهنت التجارب السابقة ان مهمة الحوار لم تكن مجدية على الاطلاق، وان حزب الله تنصل من كل ما طرح على الطاولة واخذ اجماعاً وطنياً من السلاح الغير شرعي في المخيمات الى الاستراتيجية الدفاعية الى اعلان بعبدا، حتى عندما دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى طاولة الحوار للأقطاب اللبنانيين، باءت الدعوة بالفشل وقالها ماكرون علناً: "نظروا في عينيي وكذبوا".
وعليه فان الدعوة المقبلة للحوار، ستكون مضيعة للوقت اكثر منها مجدية ولن تؤدي الى اي نتيجة، المطلوب اليوم واكثر من اي وقت مضى الاحتكام الى الديمقراطية والذهاب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس، وعلى من يعتمد الرمادية في مواقفه الذهاب باتجاه التصويت لخيار واضح لانهاء هذه المهذلة وانقاذ ما تبقى من الجمهورية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: