بعد كل استحقاق، تتجه الأنظار الى سوق الصرف، وسعر الدولار في السوق الموازية، اذا ما كان سيرتفع أو ينخفض، أو أي تعميم يمكن أن يصدر عن المصرف المركزي يعيد نوعاً من الطمأنينة الى النفوس، ويسمح بالتخفيف من الطلب على الدولار اذا ما قرر تأمينه في عملية الاستيراد او حتى للافراد وفق منصة SAYRAFA. ولعل ما جرى منذ أسبوع وحتى اليوم في موضوع سعر الصرف، لخير دليل على أن ما يجري في السوق الموازية هو نوع من المغامرة، وبورصة أدت بالكثير من الاشخاص الى خسارة الملايين من أموالهم، “فرق عملة”.وفي هذا الاطار، اعتبر الخبير الاقتصادي باتريك مارديني في حديث لِ LebTalks أن “ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية هو من الأمور الطبيعية التي يمر بها لبنان نظراً لعدم وجود أي نوع من الثقة بالعملة الوطنية، ما دفع الجميع الى تحويل أموالهم الى الدولار الأميركي، وأدى الى ارتفاع الطلب على هذه العملة، هذا إضافة الى ان الليرة اللبنانية لم تعد مغطاة بالنمو الاقتصادي، خصوصاً وان النمو في البلاد سلبي، كما ان تغطيتها من الدولار لم تعد كافية. لأن احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان بتراجع مستمر وبالتالي من دون تغطية الدولار ومع الخسارة المتواصلة للدولارات في المصرف المركزي من الطبيعي ان تنهار بهذا الشكل الكبير.”ولفت الى ان التراجع الكبير الذي حصل في سعر الصرف، هو أمر مصطنع له علاقة بتدخل المصرف المركزي، والذي أعاد العمل بمنصة sayrafa والتي تعتبر أرخص من سعر الدولار في السوق الموازية، وهذا التدخل يشير الى أن المصرف المركزي مستمر في التدخل لهدر ما تبقى من أموال المودعين الموجودة لديه.وأشار مارديني الى انه “من أجل تثبيت سعر الصرف فاننا نخسر تغطية الدولار الموجودة لليرة، وهذه الخسارة تؤدي الى خسائر إضافية في قيمة العملة، واستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، وما يجري اليوم يعد سياسة موقتة غير مستدامة تثبت الدولار على المستوى البسيط إنما على المدى المتوسط فان الدولار سيشهد ارتفاعاً اضافيا لسعر الصرف، نظراً لعدم وجود كمية دولارات تغطي السوق.بالتالي فان هذه السياسة الموقتة ستكون بكلفة عالية على المودعين والاقتصاد اللبناني وغير مستدامة، وسنصل الى مكان لن يعد بقدور المصرف المركزي تزويد السوق بالدولارات ما سيؤدي حتماً الى اعادة ارتفاع سعره، من دون أن يتمكن أحد من لجمه.”
