عن “ورقة تفاهم” باتت عبءاً على موقعيها

146905109_4088554914538949_5819901483170604950_n

✒️نايلا المصري

في الذكرى 15 لتوقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله واللتي باتت اليوم نوعاً من العبء الكبير على الطرفين. فكلا الطرفين بحاجة الى الآخر في معاركه المتنوعة، والطرفين أيضاً يريدون التخلص من هذه الورقة، التي أثببت الايام والوقائع ان لا معنى لها، وان كل بنودها بقيت حبراً على ورق لا أكثر ولا أقل.

شكلت ورقة التفاهم على مدى السنوات الماضية ورقة التين التي أخفت خلفها جميع عورات هذا التفاهم، ففي معارك السلطة التي خاضها “التيار الوطني الحرّ” كان “حزب الله” إلى جانبه، وفي كل المعارك الكبرى التي ورّط “حزب الله” لبنان فيها غطاه “التيار”، من حرب تموز 2006 إلى 7 أيار 2008 إلى تطيير حكومة الحريري وضرب “اتفاق الدوحة” وصولاً الى مشاركته في حرب سوريا ودعمه لحروبه الإقليمية في العراق واليمن وضرب علاقات لبنان مع الدول العربية.
وها نحن اليوم ندفع ثمن هذا التوقيع بعد وصول الرئيس ميشال عون الى موقع الرئاسة الأولى ان لناحية العزلة الدولية والعربية او لناحية خروج الرساميل والأزمة الاقتصادية في البلاد نتيجة عدم الثقة بالوطن، والتأكيد أنه بات مرتهناً لسياسة ايران وحزب الله في المنطقة.
واليوم عاد الحديث عن اعادة تحديث لهذه الورقة موجودا وبقوة على الساحة، لا سيما وان الخسارة التي مني بها الطرف المسيحي من هذه الورقة بات أكبر من قدرته على تحملها، خصوصاً بعد نهاية عهد الرئيس عون الذي وحتى الآن لم يستطع ان “يقلع” وسينتهي على هذه الحال. وبالتالي فان التيار يعمل على الخروج من هذه الأزمة بأقل أضرار ممكنة مع المحافظة على الحليف الاستراتيجي حزب الله للمحافظة على مكتسبات ما بعد نهاية عهد عون، وكسب بعض النقاط على الساحة المسيحية. في حين ان الغطاء المسيحي هو جل ما يتمناه حزب الله لتغطية كل ما يقوم به داخلياً وخارجياً من دون اي اعتراض وبتسليم كامل لدوره وسياسته التي يسعى الى تطبيقها، لو مهما كان الثمن.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: