عهد ليمون وجهاد رمّان في جمهورية موز…

177946765_4317403058320799_6137771713006089582_n

كتب فريدي خرّاط

بعد كل المصائب التي أطاحت بلبنان وشعبه، ها هو اليوم يطوي آخر صفحات الجمهورية، وينقض كل مقومات الدولة، ليدخل عالم القبائل المشرّدة التي تجمعها أرض واحدة، تغزو بعضها عند الجوع. بعد كل الأزمات الأمنية والإقتصادية والصحية والاجتماعية، من كورونا ودولار وجوع وإشكالات ودماء في السوبرماركات وتهريب عبر المعابر غير الشرعية، كان لبنان شبه دولة تتفكك وتنهار، ليدخل من بعدها إلى عالم قبائل العصر الحجري من الباب الواسع، باب خلعته القاضية غادة عون مع حدّادها الفرنجي لتخلق فجوة في الجسم القضائي. أقنعت عون جمهورها وجمهور التيار الوطني الحر بأن ودائع الناس وراء بوابة مكتف المغلقة، لتقتحم بمؤازرتهم الشركة. مهرجان قضائي واستعراض من نوع فضيحة أحيته عون على مدى أيام، ليؤكد استخدام القضاء لأهداف سياسية بعد كف يدها عن الملف.
لم يكتفِ العهد بهذا الكمّ من الفضائح حتى يتفاجأ الشعب اللبناني بمنع تصدير خضاره وفاكهته إلى المملكة العربية السعودية، ويعود السبب لضبط ٥.٣ ملايين حبة كابتغون مخزّنين داخل حبات الرمان ومهربين عبر شحنات إلى المملكة. فالمزارع اللبناني لم تكفيه موجة الجراد هذه، ما سيرتب على لبنان ٢٤ مليون دولار خسارة سنوياً، وربما أكثر.
لقد وصف سمير قصير لبنان بجمهورية الموز أيام الاحتلال السوري، لكنه فارق لبنان قبل أن يرى جمهورية الليمون الفاسد في عهد الجنرال وجمهورية الرّمان أيام الجهاد الزراعي برعاية محور الممانعة.
لم يكف لبنان عزلته الدولية، فاليوم عُزل اقتصادياً أيضاً ولم يبقى له متنفّس واحد يعتاش منه، وكأنه أصبح أشبه بتنظيم إرهابي، مماثل لداعش تعزله الدول وتحاربه وتضيّق الخناق عليه، مع فارق جذري وهو أن التنظيم الإرهابي منظّم داخلياً ويحسن إدارة شعبه، أما لبنان أشبه بتنظيم غير منظّم لا داخلياً ولا خارجياً، أشبه بفرق ضباع تغزو بعضها على الجيف.

لينتظر اللبناني وليتحمل، فلبنان أصبح دولة شمولية تنتظر حكمها من التيار الحاكم المصمم على التدمير في خدمة الصهر، والعهد لم ينتهِ بعد والحزب الموكل من إيران لم يُنجز مهامه في تدمير البشر والحجر والمؤسسات العامة والخاصة، فلديه الكثير بعد ليسيطر على لبنان وتركيع شعبه، واللبناني لديه ترف الوقت لينتظر ويكتشف ما يخبئ له تحالف التيار والحزب، لأن الأمر للّه والرئيس لم يصحَ بعد…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: