تنشط عواصم غربية عديدة في البحث عن مصير قطاع غزة، بعد أن توقف إسرائيل حربها، وتجري حاليا مناقشة خيارات مختلفة في دوائر أميركية وأوروبية، حول الصيغة التي تضمن إزاحة حركة “حماس” عن الحكم، وتوفير الأمن لإسرائيل.
ولا تزال المقترحات المتداولة تدور في غرف غربية مغلقة، ولم يعلن عن مناقشتها عمليا وعلنا مع جهات فلسطينية وعربية، ما جعلها مجرد تصورات نظرية مدفوعة بأسباب أمنية مُلحّة، تريد أن تختزل القضية الفلسطينية في مأساة غزة وروافدها الإنسانية، وذلك لطمأنة إسرائيل حول عدم حصد الفلسطينيين مكاسب حقيقية.
ويقول مراقبون إن ما رشح من معلومات حول سيناريوهات يتم تداولها يهدف إلى جس نبض، أو فرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني، واستغلال المخاوف التي أثارتها قوة “حماس” العسكرية في تكبيد إسرائيل خسائر فادحة بعملية “طوفان الأقصى”، وكل المقترحات مجتزأة ومرتبكة، وتتعامل مع غزة وكأنها هي فلسطين، ومحكومة برؤية إسرائيل فقط.
ويضيف هؤلاء المراقبون أن هناك تعمداً في تجاوز الحديث عن حلول عميقة، وأهمها التوصل إلى تسوية سياسية على أساس حل الدولتين، الذي تردد على ألسنة بعض القادة وظهرت ظلاله في دعوة إسبانيا إلى عقد مؤتمر سلام، وافق عليه الاتحاد الأوروبي.
وتتخوف بعض الدوائر العربية من عدم تحديد هدف واضح للمؤتمر المقترح، ما يحوّله إلى اجتماعات شبيهة بما حدث مع انطلاق مؤتمر مدريد الأول، منذ نحو ثلاثة عقود، ثم نجحت إسرائيل في إفشاله بسبب عدم ردعها سياسيا، من قبل القوى الكبرى التي شاركت فيه، والاستسلام لطروحات اليمين المتطرف عقب مقتل إسحق رابين، رئيس وزراء إسرائيل الذي انهمك في عملية سلام جادة.
وتشعر دوائر أميركية بالقلق من أن إسرائيل وضعت خطة فعالة، ترمي إلى إلحاق ضرر دائم بحركة” حماس”، لكنها لم تضع بعد إستراتيجية للخروج من مستنقع غزة.
وأعلنت “حماس” ا رفضها فرض أيّ وصاية أميركية على غزة، بما في ذلك التلويح بتوافق إقليمي دولي لإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.
كما أكدت واشنطن أنها تعمل مع الشركاء في المنطقة، لاستكشاف الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الحكم في قطاع غزة مستقبلاً
