عودة: الإنسان اليوم يريد أن يفهم كل شيء قبل أن يؤمن

212

ترأس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وبعد قراءة الإنجيل ألقى عظة أبرز ما قال فيها: " في هذا الأحد المقدس الذي تدعوه كنيستنا أحد النسبة، تقرأ على مسامعنا فاتحة الإنجيل بحسب متى فنسمع كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. تبدو هذه البداية تاريخية جافة، قائمة على سرد أسماء وأجيال، لكنها في الحقيقة إعلان لاهوتي عميق".

أضاف: "إنه تاريخ يشبه تاريخنا، غير نقي، غير مستقيم، لكنه مفتوح دوما على الرجاء. يبدأ الإنجيلي متى بإبراهيم لأن به قد وضع أساس الإيمان".

قال: "هنا، يكشف لنا الإنجيل أن الله لم يقطع خيط الخلاص في زمن الفشل الجماعي، بل استمر يعمل في صمت. إنسان اليوم، الذي يعيش سبيا من نوع آخر، سبي القلق والخوف والإغتراب والتهجير القسري وفقدان معنى الحياة، مدعو إلى أن يرى في هذا النسب رجاء حيا، لأن الله لا يغيب في زمن الظلمة، بل يهيئ الإنسان لولادة جديدة".

وتابع: "نرى في يوسف صورة الإنسان المؤمن في زمن اللبس والضياع. إنسان اليوم يريد أن يفهم كل شيء قبل أن يؤمن، بينما يوسف آمن ليس لأنه فهم، بل لأنه وثق بالله".

وختم: "إنسان اليوم، الذي يبحث عن هويته في وسط عالم متقلب، ويخشى على وجوده في خضم النزاعات والحروب، مدعو في أحد النسبة إلى أن يكتشف نسبه الحقيقي، وهو ليس العائلة وحسب، بل انتماؤه إلى المسيح. النسب ليس صفحة من الماضي، ولا سلسلة آباء وأجداد وحسب، بل دعوة حاضرة لنعيش الإيمان، ونحيا على الرجاء مهما كان التاريخ مخجلا وملوثا بالخطايا والآثام. الكلمة صار جسدا وحل بيننا لذا نحن مدعوون إلى الإصغاء إلى صوته، إلى اللقاء به، إلى إفراغ القلب من كل حقد وحسد وكبرياء، إلى الإنعتاق من كل ما يكبل النفس والجسد، واستدعاء نعمة الله التي للناقصين تكمل وللمرضى تشفي، فيصبح الله كاتب تاريخنا، ونصير نحن أبناء لله وحلقة حية في مسيرة الخلاص، منتظرين المدينة التي الله صانعها وبانيها".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: