عودة سوريا الى الجامعة العربية باتت امراً واقعاً.. فهل تطال لبنان رياح الانفتاح في المنطقة؟

521b1d9a-610c-432b-af6e-e82deb00713d

طرح القرار الذي اتخذه مجلس وزراء جامعة الدول العربية، باعادة مقعد سوريا الى الجامعة العديد من علامات الاستفهام، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع اللبناني، وامكانية الوصول الى حلول في ظل ازمة الفراغ التي تعاني منها البلاد. فماذا تعني تلك العودة؟ وكيف سيتأثر بها لبنان؟

رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام رأى ان عودة سوريا الى الجامعة العربية تعني ان سوريا عادت الى الصف العربي والعرب عادوا الى سوريا في الوقت ذاته بعد قطيعة دامت اكثر من 10 سنوات، لافتاً الى ان هذه الخطوة كان لا بدّ منها بعدما توقفت الحرب وبدأ الحديث عن الحل السياسي. واكد ان هذا الحل لا يمكن ان يتم بمعزل عن الرعاية العربية والتسهيلات العربية لان له مستلزمات تقتضي اولا اجراء اصلاحات اساسية في النظام الحالي ثم اعادة النازحين السوريين من دول الجوار واطلاق مرحلة اعادة الاعمار تمهيداً للعبور الى مرحلة السلام النهائي.
واشار سلام في حديث لـ LebTalks الى ان هذه الخطوة لها انعكاسات جيدة على الوضع اللبناني لانها تمهد لعودة الانفتاح على المستوى الرسمي مع دمشق لان دون هذا الانفتاح ليس من السهل الوصول الى تفاهم مع السلطة السورية لترتيب آلية عودة النازحين الى قراهم، فضلاً عن ان اي خطوة تعزز الاستقرار في سوريا من شأنها ايضاً ان تساعد على تعزيز الاستقرار في لبنان والعكس صحيح فالامن متبادل بين البلدين، ولذلك فان تلك الخطوة ستظهر آثارها الايجابية في الاسابيع القليلة المقبلة وخصوصاً في حال مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة في الرياض والتي ستكون قمّة "مميزة" عن باقي القمم العربية.
وعن اعتبار العودة الى الحضن العربي بمثابة مكافأة لنظام اباد شعبه، اعتبر سلام ان المشكلة الاساسية بدأت مع المعارضة التي اصبحت معارضات في خلال ذروة الحرب، وهذا ما شتّت جهدها وسهّل على النظام الانتصار على خصومه، واصبح هناك مجال لدخول المنظمات الارهابية على الخط وحرف المعركة عن هدفها الاساسي الا وهو الانتقال بالنظام الى مرحلة الديمقراطية والمشاركة الشعبية الحقيقية. ولفت الى ان المعارضة تتحمّل مسؤولية ما آلت اليه الامور، ومع ذلك، اضاف سلام، فان الحل السياسي الذي يجري التداول به والذي تقدّمت به موسكو في جنيف منذ فترة يقتضي ان تكون هناك مشاركة لبعض اطراف المعارضة في المرحلة الجديدة وهذا يتوقف على مدى نجاحها في تنظيم صفوفها واستعدادها للقيام بدورها الوطني.
وعمّا اذا كان الحل السياسي يفرض ان يكون الاسد جزءاً منه، اعتبر سلام ان لا بديلا حاليّاً لنظام الاسد، مشيراً الى ان محاولات كثيرة جرت للاتيان برئيس بديل ولكن كل المساعي فشلت وتمّ التجديد للاسد ولايتين متتاليتين في فترة الحرب، ولم يكن هناك بديل للنظام لتسلّم السلطة في ظلّ تشرذم المعارضة وفشلها في الاحتفاظ بالاراضي التي سيطرت عليها في سنوات الحرب الاولى.

لبنان نتيجة والتسوية ستطاله

السياسي خلدون الشريف اشار من جهته الى ان عودة سوريا الى الجامعة العربية، هو نتيجة للاتفاق السعودي الايراني الذي من المؤكد انه سيفضي الى تفاهمات اقليمية واسعة كانت بدايتها من اليمن وتستكمل مع ما يجري الان مع سوريا وستبلغ لبنان لا مناص.
الشريف وفي حديث عبر LebTalks لفت الى ان لبنان ليس اولوية عند احد لكنه نتيجة، وبالتالي فانه من المؤكد ان التسويات والايجابيات ستطاله.
وشدد على ان عودة سوريا، الدولة الجارة للبنان، سيترك تداعيات حكمًا على لبنان خاصة اذا افضى الى نتائج اقتصادية عطفًا على السياسية والامنية ما يعني ان عودة النازحين، تجارة المخدرات، اعادة اعمار سوريا والتعافي الاقتصادي والمالي سيكونون على المحك بلا شك ولو ان كل ذلك سيأخذ وقتًا ليس بقصير.
لكن اصل الولوج الى الحل في لبنان يكون بإنتخاب رئيس وتأليف حكومة و يستحسن ان يحصل ذلك بالتوافق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: