هرولت أطراف محور الممانعة في بيروت - من "حزب الله" الى "التيار الوطني الحر" - للتطبيل والتزمير ونسج سيناريوهات عودة ميمونة لسوريا ورئيس نظامها بشار الأسد الى الحضن العربي ومحاولة استثمارها مسبقاً في الداخل اللبناني حين أعادت الإمارات في ٢٧/١٢/٢٠١٨ فتح سفارتها في دمشق بعد ٧ سنوات من قطع علاقاتها كما معظم الدول العربية مع سوريا على خلفية ممارسات نظام الاسد بحق شعبه مع إندلاع الثورة السلمية قبل أن تتحول إلى حرب اهلية.
يومها راح سياسيو الممانعة واعلاميوها ينظرون لـ" النصر المبين" للاسد ويتحدثون عن ان هذه العودة فاتحة لعودة باقي العرب الى سوريا واسترجاع عضويتها في جامعة الدول العربية، غافلين ان مد اليد العربية لانتشال سوريا من الحاضنة الايرانية وشعبها من مستنقع الدم الذي اغرقه به الاسد مستعيناً بالحرس السوري الايراني وميليشيا "حزب الله" واخواتها من العراق الى أفغانستان هي عودة مشروطة بفك الارتباط العضوي مع إيران وطرد ميليشياتها كل الى بلده ووقف العنف وإعادة النازحين والسير بالاصلاحات والانتظام في المحور العربي.
ها نحن ندخل في السنة الخامسة على إعادة إفتتاح السفارة الاماراتية والعودة العربية الى دمشق ما زالت "مكانك راوح"… وها هم "جهابزة" الممانعة يكرّرون سيناريو العودة "المظفرة" والسريعة ويحاولون إستثمارها مجدداً في لبنان وهذه المرة في الملف الرئاسي للضغط والتهويل ومحاولة تعبيد الطريق أمام الصديق الشخصي لبشار الاسد و"اوفا الاوفياء" لنظامه لوصوله الى قصر بعبدا.
لقد توهّم الممانعون أن الزلزال الدموي الذي ضرب سوريا في ٦ شباط الماضي قد أسقط شروط عودتها الى الحضن العربي بالضربة القاضية، إذ بنوا قراءتهم هذه على مسارعة الدول العربية الى تقديم المساعدات الانسانية وعلى الزيارات الميدانية لبرلمانيين عرب.
ها هم الممانعون يصطدمون مجدداً بحقيقة يحاولون التهرب منها وهي أن أي العودة الى الحضن العربي ستكون غير فورية بل تدريجية وخاضعة لاختبارات والاهم مفتاحها هو إنفصال سوريا أولا عن إيران. ما يعني عملياً، ضربة موجعة لمحور الممانعة.
وما تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لـ"العربية" من لندن اليوم عن "وجود إجماع على أن الوضع في سوريا ليس مقبولاً" وكشفه في المقابل أنه "يوجد حوار لعودة سوريا إلى الحضن العربي، لكن من المبكر الحديث عن ذلك"، إلا خير دليل على تهوّر محور الممانعة مجدداً وهلوسات اتباعه في لبنان عن "نصر ألهي" جديد على أشلاء الشعب السوري وعلى إستثماراتهم الفاشلة حكماً في الاستحقاق الرئاسي.
عودة سوريا الى الحضن العربي "دادي دادي" مشروطة، ويا ليتها سريعة لأنها ستقصم حكماً ظهر بعير الممانعة…