عودة: لنتوقف عن الحقد والقتل ودينونة الآخرين

aoude

رأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “المحبة هي القاضي في اليوم الأخير. الرحمة التي أظهرها الإنسان نحو كل محتاج إلى الطعام والدفء والطمأنينة، ونحو كل منبوذ ومرذول ومسجون، هي جواز عبوره إلى الملكوت. يقول الرسول يعقوب: “كما أن الجسد من دون روح ميت، هكذا الإيمان من دون أعمال ميت” (2: 26). فإن لم يقترن الإيمان والصوم والصلاة بالمحبة والرحمة تصبح هذه كلها فارغة وسطحية. لكن المحبة شوهت في أيامنا وصارت ترتكب باسمها أفعال سيئة، وتضطهد شعوب أو تقتل تحت شعار خير البشرية المزيف، أو تشن حروب ويصنف البشر وفق اللون والعرق والطبقة والهوية. هذا بعيد كل البعد من المسيحية التي ترى وجه المسيح في كل إنسان هو مرسل إليك لكي يكون وسيلة لخلاصك، ونعمة من الله لكي تحبه فينفتح لك باب الملكوت”.

أضاف: “عندما تقف أمام ربك واضعاً قلبك أمامه سوف يسألك ماذا فعلت في حياتك؟ لن يسألك عن لونك وعلمك ومركزك ومالك بل عن أعمالك. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “المسيحي يفكر دائماً بموته ودينونته الآتية، وبالجواب الذي سيعطيه عن أعماله، ويفكر أيضاً بخطاياه طالباً إلى الله مسامحته عليها”. فلننظر إلى أنفسنا، ولنتوقف عن الثرثرة والحقد والنميمة والقتل ودينونة الآخرين، ولننصرف إلى العمل المجدي والفضائل البناءة للنفس لكي نسمع الصوت الحسن قائلا: “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني ومريضا فعدتموني ومحبوسا فأتيتم إلي”. هذه الكلمات ليست مقياس الدينونة في اليوم الأخير فحسب بل تتضمن دينونة لكل الحكام الذين لا يقيمون وزناً إلا لمصالحهم، متلهين عن الضعفاء والمظلومين، ولكل الأنظمة التي تتغاضى عن قضايا شعبها، ولكل الأغنياء العميان عن آلام الفقراء، ولكل من ينصب نفسه وصيا على إخوته أو ديانا لهم، مشيحا نظره عن سقطاته وعيوبه”.

وختم: “لذا دعوتنا اليوم أن نرى الله في كل إنسان، كائنا من كان، حتى نكون أمناء لخليقة الرب التي نتدرب على المصالحة معها خلال الصوم، ومحبتها بلا مقابل، فنرث الملك المعد منذ إنشاء العالم”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: