مع نقص أغلب ركائز العيش الكريم في بلد بات يخسر الكثير من مقوماته، يعود وباء الكوليرا لينتشر في لبنان بعد أكثر من ٣٠ عاماً. ولاستعادة الذاكرة عن هذا الوباء وعوارضه كان لموقع LebTalks حديث مع طبيب الأمراض الجرثومية الدكتور عيد عازار الذي أكد أن "فقدان المقومات الغذائية هو السبب الأول والأهم لانتشار مرض الكوليرا، الذي يتمثّل في اختلاط الطعام وخصوصاً مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، وأيضاً من أسباب انتشاره هو إكتظاظ مخيمات النازحين السوريين الموجودة في المناطق والأطراف، التي بدأت تنتشر فيها العدوى بسبب غياب الحد الأدنى من مقومات العيش في سوريا وتنقّل النازحين من وإلى سوريا، وهذا ما يؤدي إلى تسريع عملية انتشار العدوى بين اللبنانيين والسوريين الموجودين في بيئة مشجعة لالتقاط العدوى".وعن عوارض الكوليرا يقول عازار "إن أبرز عوارضها هو الإسهال الشديد والتقيؤ، كما أن الخطورة تطال أكثر الأطفال وكبار السن بسبب سرعة فقدانهم للمياه في أجسامهم". وفي ما خصّ طرق العلاج، يوضح عازار أن المطلوب لمريض الكوليرا هو تعويض السوائل التي يخسرها من جسمه.وعما إذا كنا سندخل في حالة وبائية في البلد، يشير عازار الى أن "الطريقة الوحيدة لعدم الدخول في حالة وبائية هي أن يتم رصد العدد المؤكد من حالات الكوليرا قبل توسّع انتشارها، خصوصاً وأن وضع الصحة العامة في أغلب المناطق اللبنانية باتت تشكل خطراً على الصحة، كما أن عدد النازحين السوريين ممن يزورون سوريا كبير جداً، وهذا يزيد من إحتمال انتشار العدوى"، ويضيف "إذا بقيت أعداد المصابين بالكوليرا مقبولة نوعاً ما ولم تزد عن حدّها سيكون باستطاعة القطاع الطبي تحمّل معالجة المرضى، ولكن في حال عدم إحتوائه فإن خطر عدم قدرة القطاع الطبي على التحمّل سيزداد".أما عن سبل الوقاية من الإصابة، فأول الأمور هي النظافة الشخصية، والابتعاد عن أي مصدر من مصادر التلوث، ويمكن اختصار أهم خطوات الوقاية من هذه العدوى في عدم تناول الأطعمة المعرّضة للتلوث مثل: الأغذية المكشوفة للحشرات وخاصة الذباب، شرب الماء المعقم والنظيف، وفي حالة عدم توفره يمكن تعقيم الماء عن طريق غليه، إضافة إلى وضعه في إناء شفاف وتعريضه لأشعة الشمس المباشرة مدة ساعة، كما يُنصح بتجنب تناول الأطعمة النيئة، خاصة الأسماك أو الأطعمة المكشوفة، أو الأغذية سريعة التلف التي مرّ عليها وقت في الجو الحار مثل الخضار والأرز، ويُنصح أيضاً بطبخ الطعام بشكل جيد، والمحافظة على النظافة العامة، وغسل اليدين جيداً بعد الخروج من دورة المياه، العناية بالصحة العامة، وبنظافة الجسم وتعقيم الملابس بشكل جيد والاهتمام بنظافة الجسم وبنظافة أدوات الأكل والشرب.
