ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “الوطن شبيه بالبيت الأبوي، لا راحة ولا طمأنينة إلا فيه. كثيرا ما يخطئ المواطنون تجاه وطنهم ويقدمون مصالحهم على مصلحته، وما حالنا المزرية التي نعيشها إلا نتيجة انفصال بعض الزعماء والسياسيين والحكام وبعض المواطنين عن وطنهم، كما فعل الإبن الشاطر أو الضال، ولم يدركوا سواد المصير الذي يتربص بهم، تماما مثل الإبن الأصغر في مثل اليوم، الذي قسم ثروة أبيه وغادر البيت الأبوي ظانا أنه سيعيش في حرية ستجلب له السعادة، فعاش حياة سهلة ملأي بالخطايا، مبذرا مال أبيه، حتى أصبح يشتهي الخرنوب الذي يأكله الخنازير. لقد قال أحد إخوتنا، الشيخ الراحل عبد الله العلايلي، عندما كان مفتيا في جبل لبنان: “لبنان والقداسة صنوان. هكذا وسمته الكتب السماوية، فكرمته ديانة وسمت به ديانة. وكان لنا منها جمعاء ما يشبه التتويج بأكاليل الغار. فما ظنك في جبل هو في وعي السماء، قداسة موصولة بقداسة”.
أضاف المطران عودة: “ليتنا جميعا ندرك أهمية وطننا وضرورة الحفاظ عليه. لبنان بحاجة إلى اتحاد جميع المسؤولين والزعماء وكل أبنائه حول مصلحته التي هي مصلحة الجميع. إنه بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إنقاذه، وأول عمل على المسؤولين القيام به هو انتخاب رئيس يقود عملية الإنقاذ. إن التأخر في انتخاب الرئيس أو تعطيل الانتخاب هو عمل مدان لأنه يمنع الإنقاذ، ويساهم في القضاء على ما تبقى من مقومات البلد ومن تبقى من أبنائه المتشبثين به. هنا لا بد من الإشارة إلى خطورة اتساع الحرب على لبنان.