إفتتح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده القسم الذي تمّ ترميمه في مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ في بيروت، بعد إنفجار 4 آب 2020 الّذي أصاب المستشفى إصابات مباشرة.
خُصِّص هذا القسم لمرضى سرطان الأطفال وقد ساهم في ترميمه مجلس السيّدات اللّبنانيّات في الكويت (Lebanese Ladies Society).
حضر الإحتفال السفير السابق للبنان في الكويت الدكتور جان معكرون، مؤسّس مجلس السيّدات اللّبنانيّات في الكويت، ووفد من سيّدات المجلس، إضافةً إلى الأطفال الّذين يُعالَجون في قسم سرطان الأطفال في المستشفى مع أهلهم وأطبّائهم، والمدير العام التنفيذيّ الدكتور مروان النّجّار، والمدير الطبّي الدكتور صلاح شويري والمسؤولين في المستشفى.
بعد الصلاة، كانت كلمة للدكتور بيتر نون، رئيس قسم سرطان الأطفال في المستشفى، تلتها كلمة السيّدة صباح شلهوب، الرئيسة السابقة لمجلس السيّدات اللّبنانيّات في الكويت، فكلمة الرئيسة الحاليّة للمجلس السيّدة باسمة بو حمدان.
ختامًا، كانت كلمة المطران عوده جاء فيها:
أَحِـــبَّــائي نَجْــتَـمِـعُ الـيَــوْمَ فـي مُـسـتــشـفـى الــقــديــس جـاورجـيـوس لِــتَـــكْــريسِ هَــذا الــقِــسْـمَ الَّـذي يُـعــنَـى بِـالأَطـــفــالِ الـمُـــتَـــأَلّـــِمـيـن مِــنْ الــسـرطـان، الــمــرضِ الــذي يُــدعــى خــبـيـثــاً، مُــسَـلِّـمــيـنَ إِيَّـــاهُــم وذَويهم وأَطِـبَّــاءَهُــم، وسـائِـــرَ العـامِـلـيـنَ مِـنْ أَجْـلِــهِــم، لِـــلعِــنــايَـةِ الإِلَـهِــيَّــةِ، بِـشَـفـاعـاتِ الـــقِـــدِّيــسِ الـعَــظـيـمِ فـي الـشُّـهَـــداءِ جـاورجـيـوس الـلَّابـسِ الـظَّـــفَـــر، وجَـمـيـعِ الـقِـــدِّيــسـيــنَ الأَطِـبَّــاءِ الـعـادِمـي الـفِــضَّـة.
إِنَّ الـمَـــرَضَ والـمَـــوْتَ لَــيـسـا مِـــنْ صُــنْـعِ الله، «لأَنَّــهُ إِنَّـــمـا خَــلَــقَ الـجَــمــيـعَ لِـــلــبَــقـاء، فَـــمَــوالــيـدُ الـعــالَـمِ إنَّـمـا كُـــوِّنَـــتْ مُــعــافـاةً، ولَـــيْــسَ فــيها سُــــمٌّ مُـهْـــلِـــكٌ، ولا وِلايَـةَ لِـلجَــحــيــمِ عـلى الأَرْضِ، لأَنَّ الـبِــرَّ خـالِــدٌّ» كـمـا جـاء فـي سِــفْـــرِ الـحِـكـمـة (1: 14-15). يَــقــولُ الــقِـــدِّيــسُ يـوحَـــنَّـا الــذَّهَـــبِـيُّ الـفَـم: «مَـعَ ذَلِـــكَ، أُلْــبِـسَ الإِنـسـانُ مُــنْــذُ الـبَــدْءِ جَـسَـدًا فـاسِـدًا، قـابِـلًا لِــلمَــرَضِ والـمَـوتِ» وذَلِـــكَ بِـسَـبَــبِ حُــرِّيَّـــتِــه. الـمَـسـيـحُ، بِـــتَــجَـسُّـدِه وآلامِــهِ ومَــوْتِـهِ وقِــيامَــتِـه، لَـمْ يُــلْـغِ الـمَـوْتَ الـجَـــسَـــدِيَّ ولا الأَمْــراضَ والأَوجـاعَ، لَـكِــنَّـهُ مَـنَـحَ الإِنـسـانَ الــقُـــوَّةَ لِـــتَـحَـمُّــلِ هَـــذِهِ الآلامِ عـلى رَجـاءِ الـقِــيـامَـة. بِهَـذا الـمَــعـــنـى، أَصْـبَـحَ الأَلَــمُ مَــعْــبَــرًا إلـى الـفَـــرَحِ، والـمَـوْتُ طَـريـقًـا نَـحْـوَ الـحَـيـاة.
..
يا أَحِـبَّــة، الإنسـانُ الـمُــتَـــأَلِّــمُ لا أَمَــلَ لَـدَيْــهِ سِـوَى في الله، ونَـحـنُ نَـــثِــقُ بِـأَنَّ اللهَ يُــرسِـلُ الأَطِـبَّــاء لِــيَــكــونـوا يَــدَهُ الـشَّـافِــيَــةَ عــلـى هَـــذِهِ الأرض، يُــسـاعِــدُهـم مُــمَـــرِّضـاتٌ ومُـــمَـــرِّضـون يـعْـــتَـــنــون بـهـم بِــتَـــفــانٍ ومَــحـــبَّـة.
اللهُ لا يَـغـيـبُ عَـــنْ طـالِـــبِـــيــهِ الــمُــتَـــأَلِّــمـيـن، بَــلْ يُـــرْسِـلُ لَـهُـم مَـنْ يُـعـاوِنُــهُـم فـي مَـسـيــرَتِــهِـم نَـحْـوَ رِبْـحِ الـمَـعْــرَكَــةِ ضـد الأَمْـراضِ الـجَـسَــدِيَّــــةِ والـــرُّوحِــيَّــة. الـمُـهِـــمُّ أَنْ يَـــلْــتَــصِـقَ الأَطِــبَّــاءُ، كَــالــمَـــرْضَى، بِـالـــرَّبِّ الــشَّــافـي، وأَنْ يَـــتَـــمَــتَّــعــوا بِـالـمَـحَــبَّــةِ والإِيـمـانِ الـحَـقـــيـقـيّ الــلَّـــذَيْـــنِ يَـعـكُـسـان حـضـورِ الـمَـسـيـحِ الــقَـــوِيِّ بَــيْــنَـهُـم.
أخـيــرًا، وبَـعــدَ تَـــقـــديـمِ الــشُّــكْــرِ للهِ أَوَّلًا، لا بُــدَّ مِــنْ شُـكْــرِ جَــمـيـعِ الَّـذيـنَ سـاهَـــمـوا فـي تَــرمـيـمِ هَــذا الـقِـسْـمِ الَّـذي عَــصَـفَـهُ تَــفـجـيـرُ الــرَّابِعِ مِـنْ آب 2020، مِــثْــــلَـمـا حَــطَّـمَ قَـــلْـــبَ الـعـاصِـمَـة، وأتــى عـلـى الــمــئــاتِ مِــنْ أبــنــائـهـا. نَــشـكُــرُ خُـصـوصًـا الـسَّـــيِّــــدات الــلُّـبـنـانِــيَّــات فـي الــكُـــوَيـت، الـلَّـواتي أردنَ، عَـــبْــرَ جَــمْـعِ الــتَّــبَــرُّعـاتِ، الـمُـسـاهـمـةَ فـي إعــادَةِ الـحَـيـاةِ إلـى هَــذا الــقــســمِ مِــنَ الـمُـسـتَــشــفَــى الـمُـبـارَك، مـن أجــل تـأمـيـن مُـعـالَـجَـةِ الأَطـــفــالِ الـمُــصـابــيـن بالسـرطـان. فَــفي حـيـنِ أُهــرِقَـــتْ دِمـاءُ مُــمَــرِّضـاتٍ خِـلالَ تَــأدِيَــــتِـهِــنَّ رِســالَــتَـهُـــنَّ في هَــذا الــصَّـرحِ الاسْـــتِــشْــفــائِـيّ، كَـما ذَهَــبَ الـمِـئـاتُ ضَـحِــيَّــةً لِـــتَــفــجِــيـرٍ آثِــمٍ هَـــزَّ الـعـالـمَ أَجـمَع، تـغـاضـى مَـسـؤولـونـا عـن كَـــشْـفِ مُـلابَـسـاتِ الـقَــضِــيَّــة، فـيـمـا عَــمِـلَ الـمُـجـتَــمَـعُ الـمَــدَنِـيُّ بِـــنِـسـائِـهِ ورِجـالِـهِ، مِـنْ أَجْــلِ إِعـادَةِ الـحَـيـاةِ لِـلُـبـنـانِـهِـم ومـسـاعـدةِ مُـواطِـنـيـهِـم."
ثم أُزيح السِّتار عن اللّوحة التذكاريّة الّتي وُضعت على مدخل قسم سرطان الأطفال باسم مجلس السيّدات اللّبنانيّات في الكويت (Lebanese Ladies Society).
