فيما يحكى عن حصر السلاح، يستمرّ الجيش بتفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب الليطاني ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا عن المنطقة الواقعة شمال النهر؟
إنّ نزع السلاح جنوب الليطاني يحمي إسرائيل، أمّا نزعه شمال الليطاني فيحمي لبنان. لماذا يستخف "الحزب" وعلى رأسه أمينه العام نعيم قاسم بعقول اللبنانيين، وهو يتحدّث عن خطة نزع السلاح معتبراً أنّها تشمل فقط جنوب النهر، في الواقع هي تنطلق من هناك لتشمل كافة الـ10452 كلم2!
وهنا قدم الشيخ قاسم عرضاً خيالياً لاسرائيل، buy one get one free، وهو أن أمن المستوطنات هو من حمايته ومسؤلية شرعية لديه، أمّا شمال الليطاني حيث يعتدي على اهل بيته ويجتاح الطيونة، ويغتال رئيس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري، وصولاً الى الياس الحصروني، هناك سنترك السلاح حيث يخدم "المخرج الايراني الكبير" الذي يحرك دمى الحزب من طهران!
في السياق، أشار الباحث والمؤرخ عصام خليفة في حديث خاص لموقع LebTalks إلى أن "مهمة الحزب بالمقاومة سقطت وهناك فئة واحدة تخوّن كل اللبنانيين".
وأردف أن "اسرائيل لديها أطماع عدوانية، وهي لا تلتزم بروح اتفاق وقف اطلاق النار"، مؤكداً أنّ "الورقة التي أقرّتها الحكومة تنص على منع حزب الله من حمل السلاح وحصريته بيد الدولة وحدها".
مصوّباً سهامه على المسؤولين، لفت خليفة إلى أن "هناك خوف من قبل المسؤولين اللبنانيين من الإصطدام مع الحزب"، وبرأيه: "كان يجب وضع خطة دفاعية ينضوي بها الحزب لتوقيف التدخل الإيراني"، متخوّفاً من تحوّل الحرب بين "الحزب" وإسرائيل لحرب أهلية داخلية "وهذا ربّما تريده إسرائيل".
وأوضح خليفة بأن "إيران هي خلف رفض الحزب تسليم سلاحه"، مشدّداً على أن "لا أحد غير الجيش يجب أن يحمل السلاح على كافة الأراضي اللبنانية"، مضيفاً: "المطلوب هنا هو الوحدة الوطنية، ولكن بإطار الدولة حيث الجميع يكون تحت سقف القانون والدستور".
أمّا فيما يخصّ شمال الليطاني فكشف خليفة عن أن "الحزب لن يتخلى عن سلاحه في شمال الليطاني لكي تبقى ايران قادرة على التأثير في الداخل اللبناني ويجب حثّ الثنائي أمل - حزب الله على تطبيق القرار الذي وقّعا عليه".
وتابع أنه "لا يمكن الضغط على الجيش في تلك الحالة، بل على الحزب".
وختم: "نتمنى من خلال المفاوضات العودة إلى هدنة 1949 بين لبنان واسرائيل، ولا يمكن التخلي عنها"، مشيراً إلى أن "ايران ليست دولة آمرة في لبنان".
فعلى الحزب ان يدرك ان زمن الذي يُرفع فيه الأصبع بوجه اللبنانيين قد ولّى، حان وقت تسليم "الخردة الايرانية" لأنّها لم تحميه، دمّرت الجنوب، شرّدت أهلنا، وضعت لبنان مرّة جديدة في الانهيار وعزلتنا اقتصادياً.
فالسلاح غير الشرعي اينما وجد هو نفي للدولة وتقسيم مقنّع للسيادة وتعطيل دائم لأي مشروع إنقاذ للمؤسسات الشرعية.