بلغ الاستثمار السياسي حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ذروته من خلال كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، التي حملت إشادة بصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عندما قال إن الفضل أيضاً يعود له عندما كان وزيراً للطاقة، وهذا كلام أثار الاستياء والتساؤلات، إذ كيف لرئيس الجمهورية المؤتَمن على الدستور أن يكون طرفاً ويستغل ما جرى من أجل حملات دعائية في عهده الذي شارف على الانتهاء ولم يسجل أي بصمات، بل كان أفشل عهد في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ناهيك الى الارتكابات التي قام بها صهره النائب جبران باسيل خصوصاً عند توليه حقيبة الطاقة، الى كل الذين تعاقبوا على هذه الوزارة حيث بلغ الدين العام إثنين وخمسين مليار دولار ومن دون كهرباء في ظل ارتكابات وفساد لا يدعو الى الاجتهاد، ما يعني أن رئيس الجمهورية وفيما تبقّى له سيكون رئيس جمهورية التيار البرتقالي، وثمة أجواء ومعطيات ومعلومات بأن عون سيفعّل من مواقفه تجاه صهره والتيار عبر الدعم والإشادة وتوفير الضمانات لهم بعد خروجه من قصر بعبدا، وهذا ما يتبدّى بوضوح من خلال ما يجري اليوم، بل ثمة معطيات حول تثبيت البعض الذين تمً تعيينهم في بعض الإدارات والمرافق الخاصة أو ما يُسمى بالمصالح المستقلة وصولاً الى أمور كثيرة تقوم بها دوائر القصر، إضافة الى أن عون وعندما سيتوجّه الى الرابية سيكون أيضاً مطّلعاً ومتابعاً لشؤون التيار وشجونه كي لا يؤدي خروجه من رئاسة الجمهورية ومن قصر بعبدا الى إضعاف التيار، ما يعني أن هذا الترسيم كان سياسياً ودعائياً، وهذا ما ستثّبته الأيام والأشهر والسنوات المقبلة.
