في خطوة همجية وتنتهك سيادة لبنان وبالطبع لا تمت بصلة الى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية - التي تحدد منذ عام 1961 الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي بين الدول - ظهر السفير العراقي في لبنان حيدر البراك في صور يتوسّط مجموعة من المسلحين في منطقة البقاع ويطلق بنفسه قذيفة "آر بي جي".
هذا التصرف جاء عقب زيارة السفير العراقي بلدة طاريا البقاعية حيث لبى دعوة إلى غداء في منزل أحد العاملين في السفارة من آل حمية واستقبل بإطلاق رصاص الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
عقب تفاعل الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح حساب يحمل اسم السفير العراقي الآتي: "قمت بتلبية دعوة كريمة من إحدى أكبر القبائل العربية في منطقة البقاع لزيارتهم. وكعادة أهل القرى والريف في الترحيب بالضيف الذي يتم استقباله من قبل شيوخ العشائر بتلك المنطقة ووجهائها ورئيس البلدية وبعض ضباط الجيش والشرطة، عند وصول الضيف يرحّبون به على طريقتهم الخاصة، وكانت بإطلاق النار. خلال الجولة استوقفتني مجموعة من الشبان الذين يقومون بحراسة الحدود وطلبوا أخذ صور تذكارية معهم وهم يقومون بأداء واجبهم، وأخذت هذه الصورة وليس صحيحاً أن في الصورة أي رسالة من أي نوع خارج إطار المجاملة في مناطق عشائرية وشبان من حرس الحدود".
مصدر بعلبكي اكد لـLebTalks ان آل حمية دعوا السفير البراك عقب الغداء الى الصعود الى الجرد للقيام برماية مسلحة وهو لبى النداء، مضيفاً: "إن الرماية تمت في جوار معسكر لحزب الله في خراج طاريا والمسلحون في الصور بمعظمهم من الجناح العسكري للحزب ولا يوجد اي من الطفار او المطلوبين ضمن المجموعة".
تابع المصدر: "لا حرس حدود في لبنان كما يدعي البراك. كما أن طاريا ليست منطقة حدودية، فهي من جانب السلسلة الغربية وليست على تماس مع السلسلة الشرقية والحدود مع سوريا. يحدها من الشرق حزين وطليا ومن الشمال النبي رشادة ومن الجنوب شمسطار ومن الغرب حدث بعلبك وسلسلة لبنان الغربية".
سبق للسفير العراقي أن أقدم على تصرفات خارج الاعراف الدبلوماسية واللياقات عندما منع أحد أعضاء وفد عراقي في بيروت من التصريح للإعلام، لكن هذه المرة تخطى كل الحدود. ففيما افادت معلومات عن إمكان إستدعاء العراق لسفيره، يبقى السؤال أين لبنان الرسمي ووزير خارجيته من هذا التصرف الهمجي؟!

