بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الحرب وتشديد الحصار على غزة يجد سكان القطاع صعوبة في الحصول على أبسط مقومات الحياة من أكل وشرب ومرافق صحية. وبدأ سكان القطاع يستشعرون خطر نقص الغذاء وبطء الإمدادات عبر معبر رفح وهو ما يعزز المخاوف من الموت جوعا.
وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج يوميا إلى 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية لكن منذ بدء الحرب لم تدخل إلى القطاع إلا 84 شاحنة. وأحكمت إسرائيل حصارها على غزة منذ 9 الجاري حيث قطعت المياه والكهرباء والمواد الغذائية عن القطاع الذي كان يخضع أصلا لحصار بري وجوي وبحري منذ تولي حركة حماس السلطة فيه عام 2007.
وقالت الأونروا أمس الأحد إن الآلاف من سكان غزة اقتحموا مستودعات ومراكز توزيع المساعدات التابعة لها واستولوا على الطحين (الدقيق) و"مواد البقاء الأساسية". وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان "هذه علامة مقلقة على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المشدد على غزة."
ويقع أحد المستودعات في منطقة دير البلح التي تخزن فيها الأونروا الإمدادات من القوافل الإنسانية التي تعبر إلى غزة من مصر. وتوقفت إمدادات المساعدات المتجهة إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني ردا على "طوفان الاقصى".
وقالت الأونروا إن "الإمدادات في السوق تنفد، في حين أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات من مصر غير كافية"، مضيفة أن النظام الحالي لإدخال القوافل الإنسانية إلى غزة "مهيأ للفشل."
وتابعت "احتياجات المجتمعات هائلة، حتى لو كانت فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، في حين أن المساعدات التي نتلقاها هزيلة وغير متسقة". وأكدت الأونروا أن قدرتها على مساعدة الناس في غزة تقلصت تماما بسبب الغارات الجوية التي أدت إلى مقتل أكثر من 50 من موظفيها وتقييد حركة الإمدادات.
وأعلنت مستشفيات في غزة أنها لم تعد قادرة على معالجة المرضى سواء من جراء تعرضها للقصف أو بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية. وتوقف عن العمل 12 مستشفى من أصل 35، فيما قال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الأحد إنه تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية لإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة على الفور، وأضاف في بيان على فيسبوك "منذ ساعات الصباح يشهد محيط مستشفى القدس غارات متواصلة أدت إلى تدمير المباني المحيطة به في محيط 50 متراً."
(وكالات)