“غزة ثانية”.. بين الأسلوب التدميري و”القتال التراجعي”

Mayes el jabal destroyed

ما يجدر التوقف عنده، على هامش التوغل البري، هو جملة من المعطيات التي أشار إليها خبير عسكري ومنها أن “الأسلوب التدميري الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي في عملياته هو من النوع الذي لا يسهِّل عودة المواطنين إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء الحرب، مما يعني ان إسرائيل تنتهج ان تحقق بالنار ما يصعب عليها تحقيقه على طاولة المفاوضات. وما يعزز هذا الواقع أن الدولة الإسرائيلية عمدت إلى تدمير الأنفاق، حيث وُجِدَت، في القرى والبلدات التي وصلت إليها، وسجِّل في هذا المجال التفجير الهائل للأنفاق في بلدة الخيام، ما يعني أن هناك صعوبة بالغة في العودة إلى تلك البلدة كما كان عليه الوضع قبل السابع عشر من أيلول الفائت تاريخ بدء الحرب الفعلية”.

 وقارن الخبير العسكري “أسلوب الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان مع الأسلوب الذي انتهجه في غزة، في شمالها أولاً ثم في جنوبها بحيث عمد إلى تدمير ما فوق الأرض وما تحتها من أنفاق بحيث باتت الحياة صعبة في القطاع، من شماله إلى جنوبه”، ويخشى الخبير هنا أن “يتحول جنوب لبنان إلى غزة ثانية بمعنى انعدام إمكانية الحياة فيه في المستقبل القريب، بعد الدمار الهائل الذي لحق به؟”.

في المقابل، يصف خبراء عسكريون طريقة قتال حزب الله بأنها “قتال تراجعي، أو كما يُقال له قتال تأخيري، بمعنى ان المجموعات المقاتلة من الحزب والتي أصبحت منعزلة عن بعضها نسبياً ، بسبب شبه انعدام الاتصالات في ما بينها، جل ما بإمكانها القيام به هو استهداف القوى المتقدمة في محاولة لتأخير تقدمها وليس لمنع هذا التقدم، وهذا ما حصل سواء في الخيام أو في شمع أو في بعض القرى الساحلية”.

واعتبرت مصادر ديبلوماسية أن “ما يحصل خطير جداً لأنه خارج السيطرة في ظل سقوط كل المساعي الديبلوماسية، وتشبِّه الوضع بأنه حلبة ملاكمة من دون ضوابط ومن دون حكَم، وأن الأيام المقبلة ستكون عرضة لكل المفاجآت العسكرية في غياب الضوابط”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: