ما حصل في الطيونة - عين الرمانة قبل يومين، من هجوم مسلح لمناصري الثنائي الشيعي، تحت مظلة الاحتجاج السلمي المخادع، أسقط ما تبقى من تواجد للتيار الوطني الحر في تلك المنطقتين، فكان الخاسر الاكبر مما حصل رئيس الجمهورية والتيار، فطرحت الاسئلة حول مدى الاستفادة بعد من تفاهم مار مخايل، الذي وقّع بين التيار الوطني الحر وحزب الله في شباط 2006، من دون ان ننسى العبارة الشهيرة بأنّ الهدف من ذلك التفاهم هو "حماية المسيحيين"، ما يجعلنا نتساءل حول ما تبقى من هذه الاسطوانة التي كانت ولا تزال تهدر تلك الحقوق؟، لكن ما جرى في عين الرمانة من ردّ للهجوم والتصدّي ببطولة، من قبل شباب المنطقة المناصرين للقوات اللبنانية واهاليها، اكد على انّ قلعة الصمود كانت وستبقى ولن تقوى عليها ابواب الجحيم .
الى ذلك ثمة مصادرسياسية تنقل بأنّ بعض نواب التيار ومسؤوليه، ابدوا إستياءهم مما حصل، لانّ هذه الضربة الفاشلة ستؤثر عليهم اولاً في الانتخابات النيابية المرتقبة، خصوصاً انّ عناوين إتفاقية مار مخايل وعلاقة التيار مع حزب الله، سقطوا في الشارع يوم الخميس، وما جرى إرتد سلباً عليهم ، والمطلوب إتخاذ مواقف مغايرة على الفور، في ظل إستياء رئيس الجمهورية مما حصل، وكلمته مساء الخميس كانت خير دليل على ما نقول.
في غضون ذلك بات التفاهم في طريقه الى الزوال، والمطلوب عودة التيار الى قواعده وشعاراته، التي تكاد اليوم تمحي ماضيه المشرّف السيادي منذ عقود. مع التذكير بما قاله النائب باسيل في ذكرى توقيع التفاهم في شباط الماضي، " بأنّ التفاهم لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، وأنّ تطويره في اتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين، هو شرط لبقاء جدواه ، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به معركة بناء الدولة "، هذا الكلام شكّل مفاجآة للجميع حينها، بعد ان ساد صمت التيار لفترات طويلة، مما يعني انه وعلى الرغم من الهزات التي تعرّض لها، بسبب التباين في بعض الملفات، والخلافات داخل جلسات مجلس الوزراء بين الطرفين، لم يصل التناحر الى هذه النقطة، وبالتالي لم يقع التفاهم في اي مرة بل كان يهتز ليس اكثر، لكن هذه المرة تغيّر الوضع منذ ان وصل الموس الى ذقن باسيل، بعدما طالته العقوبات الاميركية، ومنذ ذلك الحين لم يعد التيار الوطني الحر مرتاحاً سياسياً، لانه شعر بدفع الاثمان الباهظة التي تراكمت عليه، وجعلته في الواجهة، فتوالت الخسائر الى ان فقد اليوم رصيده المسيحي…!
