رأى الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف أن مع دخول الأزمة النظامية عامها السادس، يبقى غياب الحلول الجذرية الشاملة الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل الاقتصاد الوطني والقطاع المالي.
وقال في افتتاحية التقرير الشهري للجمعية: “لقد أكدت الجمعية في بياناتها السابقة أهمية الإسراع في إقرار قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي ومعالجة الفجوة المالية وفق رؤية متوازنة وعادلة، تحدد المسؤوليات بوضوح بين الدولة ومصرف لبنان والقطاع المصرفي، ضمن إطار قانوني وقضائي واضح وشفاف”.
خلف أضاف: “رغم الخطوات التنظيمية التي يبادر إليها مصرف لبنان عبر التعاميم، والتي تندرج ضمن الممكن المتاح راهناً، فإن هذه المعالجات الموقتة لا يمكن أن تشكّل بديلاً عن خطة شاملة تضمن إنقاذ النظام المالي، وتحفظ حقوق المودعين، وتعيد بناء الثقة محلياً ودولياً.”
وتابع: “في هذا السياق، جاءت التعديلات الأخيرة على التعميمين 158 و166، التي بادر إليها حاكم المصرف كريم سعيد، منسجمة مع مطلب أساسي رفعته المصارف منذ بداية الأزمة”.
وأكّد: “لطالما شددت المصارف على أن استنزاف ما تبقى من احتياطاتها لدى مصرف لبنان في دعم غير مدروس لليرة اللبنانية، أو في تمويل سلع استفادت منها جهات محددة، أو لتغطية حاجات الدولة من العملات الأجنبية، يشكّل خطأً فادحاً. وبقي المودع، صاحب الحق الأول، خارج دائرة الاستفادة من هذه الأموال التي حُجزت أصلاً باسمه.”
وأردف: “من هنا، تشكّل خطوة رفع قيمة السحوبات الشهرية تصحيحاً لمسار سابق، إذ من غير المقبول استمرار حرمان المودع من الاستفادة من أمواله لدى مصرف لبنان، في حين سبق واستنزف جزء كبير منها في برامج لم تحقق الغايات المرجوة”.
خلف اعتبر المفارقة أن البعض يهاجم هذه الخطوة تحت شعار “تذويب الودائع”، مشيراً إلى أن التذويب الحقيقي حصل عندما استُهلكت الاحتياطات في غير وجهتها السليمة، مضيفاً: “أما اليوم، فتعود الأموال، ولو تدريجياً، إلى أصحابها الشرعيين: المودعين”.
وختم: “في الخلاصة: إعادة توزيع ما تبقى من الاحتياطي على المودعين هو خطوة تصحيحية لمسار خاطئ في إدارة الاحتياطات. وزيادة الدفعات الشهرية تعيد جزءاً من القدرة الشرائية للمودع بانتظار الحل الشامل. واستكمال هذا المسار يفرض إقرار القوانين اللازمة ضمن خطة متكاملة تعيد الاعتبار لأموال المودعين والمصارف، وتوزع المسؤوليات بصورة عادلة بين الدولة ومصرف لبنان والمصارف.”
أضاف: “إن المصارف، منذ بداية الأزمة، كانت ولا تزال حريصة على حماية حقوق المودعين وصون استمرارية القطاع المالي في آنٍ معاً، باعتبار أن الاثنين مترابطان ولا انفصال بينهما”.