اشارت حركة حركة "فتح" في لبنان، في بيان، انها "تتابع ما ورد من حملاتٍ ممنهجة وردود فعل تحريضية طاولت اللقاء الذي عقده الممثل الخاص للرئيس محمود عباس، ياسر عباس، مع مديرة شؤون وكالة الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس، وما أثير حوله من تفسيرات مغلوطة ومحاولات مريبة لتحريف مقاصده والطعن في الموقف الفلسطيني الرسمي وفي صدقية حرص قيادتنا الوطنية على حقوق أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات".
اضافت: "وعلى ضوء ذلك، وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، أن نوضح الآتي:
أولًا: إنّ الأخ ياسر عبّاس يمثّل الشرعية الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين، ويحمل في أدائه السياسي صفات الأمانة والالتزام بثوابت شعبنا، وما لقاؤه الأخير بمديرة "الأونروا" إلا جزء أصيل من الدور السياسي والدبلوماسي للقيادة الفلسطينية التي لا تساوم على حقوق شعبنا، ولا تدّخر جهدًا في تأمين واستدامة وجود الوكالة، كونها ليست مجرد وكالة خدمات، بل هي شاهد دولي على نكبتنا ومرجعية لحق العودة. وعليه يأتي هذا اللقاء دعمًا للوكالة في لحظة شديدة الخطورة تهدد وجودها وتمويلها، وتهنئةً للوكالة بتجديد تفويضها بأغلبية دولية كاسحة، وهو ما يجسّد اعترافًا أمميًا يجب البناء عليه لا هدمه.
ثانيًا: إنّ تأكيد الأخ ياسر عباس ضرورة وقف "الحملات المغرضة" لا يستهدف بأي شكل من الأشكال شعبنا اللاجئ في المخيمات الذي يعاني ويتألّم ويحتج من موقعه الطبيعي، ولا التحركات الشعبية المطلبية المشروعة التي نعتبرها صوتًا أصيلاً نابعًا من معاناة حقيقية، إنّما يطال الجهات التي تتلطّى خلف وجع اللاجئين وتستغل آلامهم، وتهدف لتحويل آلام شعبنا إلى أدوات لإضعاف الوكالة وضرب تفويضها وإرباك المانحين في لحظةٍ شديدة الحساسية، بتوازٍ مع إطلاق الحملات المنظمة الهادفة لضرب الثقة بالقيادة والتحريض على مؤسسات شعبنا، وكأنّ حقوق شعبنا ومصير الأونروا وما يترتّب على إضعافها أو انهيارها لا يعنيهم في شيء، طالما تتحقّق غاياتهم الفئوية على حساب أمن شعبنا وحقوقه الأساسية.
ثالثًا: لقد خاضت القيادة الفلسطينية معركة تجديد تفويض الأونروا وقدّمت جهدًا دبلوماسيًا غير مسبوق أثمر تأييد 151 دولة لصالح استمرار الوكالة. وهذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من مسؤولية سياسية رصينة لا تُدار بالشعارات، ومن وعيٍ رسمي بخطورة المرحلة، حيث تتراجع المنح والتبرعات السنوية في ظل ضغوط سياسية دولية، ما يجعل كل كلمة وكل موقف محسوبًا بدقة، بعيدًا عن المزايدات التي لا توفّر دواءً لمريض ولا مقعد دراسة لطفل.
رابعًا: إنّ حركة "فتح" في لبنان تؤكد أنّ اللقاء المذكور يهدف بالدرجة الأولى إلى تحسين أوضاع اللاجئين وضمان استمرار خدمات التعليم والصحة والإغاثة التي تُعد أساسية لشعبنا، وليس لتبرير أي تقصير أو لتغطية أي سياسة من شأنها المساس بالحقوق. فنحن ندرك حجم الألم في المخيمات، ونرى المعاناة يوميًا، ونعمل من أجل تحويلها إلى خطط ومعالجات فعلية.
خامسًا: إنّ الحريص على مصالح شعبنا هو من يحمي وجود الأونروا ويمنع تحويلها إلى ملف تفاوضي أو ورقة ضغط، لا من يفتح الأبواب أمام حملاتٍ تهدد بتجفيف تمويلها وتشويه وظيفتها السياسية كعنوان لحق العودة، وكلنا يعي أنّ انهيار الوكالة هو مقدمة لمسار خطير يستهدف تقويض حق العودة وشطب الوجود الفلسطيني في لبنان والمنطقة.
سادسًا: إنّ شعبنا في لبنان شعبٌ واعٍ ومدرك، يعرف الفرق بين النقد المشروع الهادف إلى إصلاح الأداء، وبين التحريض الذي يستهدف الكيان السياسي للوكالة ودورها، خدمةً لجهاتٍ لا تريد للاجئ صوتًا ولا قضية. وإنّنا نؤكد اليوم أنّ حركة "فتح" ستبقى، كما كانت، إلى جانب أهلنا في نضالهم اليومي، وإلى جانب "الأونروا" بوصفها ركيزة أساسية من ركائز الصمود وحق العودة".
واكدت أنّ "أبوابنا مفتوحة لكل أشكال الحوار مع أبناء المخيمات، ومع كل من يضع مصلحة اللاجئ وكرامته فوق أي اعتبار، فإنّنا نحذّر من الأصوات التي تستخدم معاناة اللاجئين وقودًا لصراعاتٍ فئوية أو لمشاريع تهدف لتصفية رمزية "الأونروا"، أي تصفية الوجود الفلسطيني نفسه في لبنان والمنطقة، وهي بذلك تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية التي لن نسمح بالمساس بها، تمامًا كما لن نسمح بأن تكون مخيّماتنا ساحةً للتحريض".