فتوى نصرالله وهدر دم "القوات"

حسن-نصر-الله

بادئ ذي بدء، بما أن صحيفة "الاخبار" تجاهر بأن عّلة وجودها هي التسويق لطروحات "محور الممانعة" والدفاع عنه وعن رأس حربته "حزب الله" وبما ان "الحزب" "يبصم" على ما تحملها صفحاتها ولم يكذّب لها خبراً يوماً، نركن الى ما نشرته الصحيفة في عددها الصادر في 21/3/2022 عن لسان امين عام "الحزب" السيد حسن نصرالله في لقاء داخلي مع كوادر منطقة البقاع حيث أطلق ثلاثية "عدة الشغل" للانتخابات النيابية للعام 2022.

1- أفتى بأن "من يتحالف مع القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية المقبلة إنما يتحالف مع قتلة شهداء كمين الطيونة".

2- دعا إلى الإقبال على الاقتراع لأن "هذه الانتخابات أكثر تسييساً من أي انتخابات سابقة".

3- وعد أنه سيكون لحزب الله في المرحلة المقبلة "أداء جديد وخطة عمل جديدة، واردف: "عملياً، سنبدأ الخطوة الثانية في حياتنا السياسية، وأمامنا مساحات أخرى سنهتم بها في ما يتعلق ببناء الدولة التي نطمح إلى أن تكون دولة عادلة".

في فتاوه ، لا يكتفي بـ"تخوين" المتحالفين مع "القوات" بل يهدر دمها مجدداً عبر تكرار حكمه المبرم بتحميلها مسؤولية الدماء التي سقطت في 24 تشرين الاول 2021 ومنذ اللحظة الاولى مستبقاً أي تحقيق تجريه الاجهزة الامنية وضارباً عرض الحائط احكام القضاء اللبناني.

إنه "الاستثمار" الانتخابي بالدم والذي بلغ مع نائبه الشيخ نعيم قاسم في 30/1/2022 حدّ القول إن "القوات اللبنانية هم جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم، لقد اغتالوا رئيس مجلس وزراء لبنان رشيد كرامة، واغتالوا أفراداً وقيادات من شارعهم ليبقوا وحدهم"، متناسياً تاريخ حزبه من تصفية ضباط الجيش اللبناني في البقاع وكواد الحزب "الشيوعي" في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي مروراً بقتاله ابناء طائفته من حركة "أمل" وسقوط المئات من الليلكي الى إقليم التفاح وصولاً الى قتل عشرات المواطنين الابرياء في غزوة بيروت في 7 أيار 2008 والى إدانة المحكمة الدولية لكواده في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

إنها "عدة الشغل" الانتخابية ، فالحزب بحاجة لعدو يواجهه كي يشد العصب ويحرك الغرائز. فعداؤه لإسرائيل أصبح ممجوجاً خصوصاً انه محرج بأنه حليفُ حليفِ المطبّعين مع إسرائيل و"فزاعة" داعش غير "بيّيعة" كما في إنتخابات العام 2018. لذا من أكثر من "القوات اللبنانية" جسمها لبّيس لمعاداتها وهي الوحيدة من القوى "الوازنة" في فريق "14 آذار" التي تستمر بمواجهة مشروعه دون كلل أو ملل.

في دعواه للإقبال على الاقتراع ، ثمة سلاح اساسي يعتمده نصرالله في التكتيك الانتخابي وهو زيادة الحواصل في ظل توقع إنخفاض عدد أصوات الحاصل خصوصاً في الدوائر حيث الوجود الكثيف لـ"تيار المستقبل" جراء ليس فقط دعوة الرئيس سعد الحريري جماهيره لمقاطعة الانتخابات ترشيحاً وإقتراعاً بل تحريض أهل السنة ممن يريدون الاقتراع على عدم التصويت لـ"القوات"!!! ورفع نسبة التصويت لدى "حزب الله" في ظل الخلل بالتصويت لدى الفريق السيادي وتحديداً جمهور "المستقبل"، ما يكرس عملياً قضم "الحزب" للمزيد من المقاعد النيابية.

في وعوده ، بإعتماد "أداء جديد" والانتقال الى "الخطوة الثانية في حياة الحزب السياسية" والاهتمام بـ "بناء الدولة العادلة"، محاولة مزدوجة لإستيعاب النقمة في صفوفه من ممارسات بعض مسؤوليه وشبهات الفساد عبر الحديث عن الاداء الجديد من جهة ولرفع عتب حليفه "التيار الوطني الحر" وجمهوره الذي يعيب عليه عدم دعمه لحرب "التيار" ضد الفساد من جهة أخرى.

إنها "عدة الشغل" الانتخابية... إنه "الاستثمار" الانتخابي بالدم .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: