فرنجية بين عباءة “الخط” وعباءة بكركي

سليمان-فرنجيه-1

“نحن تحت عباءة بكركي …. تيار المردة سيزور بكركي قريباً جدا لتأكيد العمل تحت سقفها مسيحيا”.

وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري في 24 آذار 2024

يسجّل للوزير السابق سليمان فرنجية صراحته وجرأته وشفافيته في التعبير عن ثباته على “خطه” ووفائه لهذا الخط وبذله الغالي والنفيس لنصرة هذا “الخط” وديمومته. وان كان يعتبر البعض ما ذكرناه هو من الحسنات فالبعض الآخر يعتبره من السيئات لما لهذا “الخط” من ارتباطات خارج الحدود اللبنانية وآثار سلبية على الداخل اللبناني واللبنانيين.

تعود الذاكرة بالقارىء بعد رؤيته لما ورد على لسان الوزير الممثل لسليمان فرنجية في الحكومة عن “عباءة” بكركي الى العام 2000 عندما خلع وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس  عباءة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على الوزير السابق سليمان فرنجية وقد عبّر رئيس المردة عن المعنى الحقيقي لجوهر “العباءة” تلك بقوله في 19 آذار 2000 :”المبادرة التكريمية التي تلقيتها من سوريا خلع عباءة الرئيس حافظ الأسد عليّ ترمز الى تكريم سوريا الأسد للخط” ليؤكد في 14 آب 2012 للميادين: “المرحوم حافظ الأسد ألبسني عباءته ولن أخلع هذه العباءة مادام هناك عرق ينبض في جسدي”

من هنا نستخلص ان “عباءة الخط” هي من أملت سابقا وتملي اليوم على المرشح لرئاسة الجمهورية مواقفه وهي من رسمت وترسم مساره ومسيرته ما دام “هناك عرق ينبض في جسده”

فعلى سبيل المثال والأمثلة كثيرة في هذا المجال في 2 كانون الأول 2003 في موضوع التمديد للرئيس لحود وبعد ان كان معارضاً وبشراسة للتمديد للرئيس لحود قال فرنجية:”في الخط السياسي الذي يقول بأن التمديد هو الحل، انا مع الرئيس لحود”

وفي موضوع المحكمة الدولية دعا فرنجية 31 تشرين الأول 2010 الحكومة الى “اتخاذ قرار تعلن فيه ان المحكمة مسيّسة ومرفوضة”

وفي قضية متفجرات ميشال سماحة والتي ارسلتها المخابرات السورية عبر المسؤول فيها علي المملوك يبرّر وزير “الخط” في 14 آب 2012  “ان سماحة ادخل المتفجرات لاستهداف تجمعات “الجيش السوري الحر” وقال في نفس المقابلة: ان وزير المردة السابق المحامي يوسف فنيانوس سأله رأيه في قضية توكله عن سماحة في هذه المسأله فأجابه فرنجية “من العيب ان نترك الوزير سماحة في مثل هذا الظرف” ليقول عن نفس القضية في 27 تشرين الثاني 2012اتمنى ان يخرج ميشال سماحة في عيد رأس السنة…اتهم واوقف بملف فارغ…وحتى لو الاتهام صحيح نقل متفجرات “ماكسيموم” حكمها  سنة ونصف سنتين”

اما ان فرنجية او تيار المردة او جماعته هم “تحت عباءة بكركي” فأجاب عنها فرنجية طيلة الفترة الممتدة من بيان المطارنة في 20 ايلول 2000  حيث كان وزير الخط رأس حربة مسيحيي “الخط” التي  طعنت بكركي والبطريرك والمطارنة وعلى رأسهم يوسف بشارة  والاكليروس وتخوينهم واتهامهم وصولا  الى   يوم 1 كانون الأول 2006 حيث تفوّه وزير الخط بعبارة بذيئة لقناة المنار في تعليقه على التجمع النسائي في بكركي والذي ضم  أمهات وزوجات وشقيقات وكريمات ضحايا الإغتيالات السياسية في لبنان اذ قال “يبدو بأن البطرك ….ع شوفة النسوان”

اليوم ومع اختلاف العباءة وخالعها على الوزير فرنجية بترشيحه لرئاسة الجمهورية حتى قبل ان يعلن هو نفسه ترشحه ما زال المرشح الماروني رافضا لارتداء عباءة بكركي وما تمثل للمسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام …فبعد تلحفه غطاء اللقاء الرباعي في بكركي في 2015 والذي يفضي الى تبني  احد الاقطاب الاربعة ها ان تيار المردة يقاطع اللقاء المسيحي اليوم في بكركي  مرتديا “عباءة الخط” الوريث لسوريا الأسد ويعبّر بصراحة وزير المردة مكاري بنفس التصريح المذكور أعلاه عن الوفاء لعباءة الخط اذ اعتبر ان “نفس وثيقة بكركي” ذاهب باتجاه شيء لا يشبه ما نراه لمصلحة البلد”

ومصلحة البلد حسب ما يراه تيار المردة ورئيسه ووزيره هو في تأييد السلاح وتأبيده الى ما شاء الله وخلافا لرغبة وتطلعات وارادة بكركي والمسيحيين وقسم كبير من المسلمين …وخير تعبير عن “العباءة المخلوعة” على فرنجية والتي يعمل تحتها تيار المردة خالعا عنه عباءة بكركي هو في ما غردّه الوزير فرنجية في 29 كانون الثاني 2016 على تويتر:”سيّد الكل السيّد نصرالله”

ومتى عرف السبب بطل العجب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: