فضل الله: الدولة تتحمّل مسألة السيادة

hassan fadlallah speech

أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، بحديثٍ إذاعيّ، أنّ “التحضيرات لتشييع الأمينَين العامَين السابقَين لحزب الله حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، شبه مكتملة”، لافتاً إلى أنّ “الإجراءات المتخذة فعّالة لضمان سير التشييع بشكل منظم، بغض النظر عن الظروف المناخية أو محاولات التهويل من أي طرف كان”.

أضاف: “الحزب اليوم استطاع ترميم الخسائر التي لحقت به على الصعيدين التنظيمي والميداني، وأعاد بناء هيكليته القيادية بشكل يتناسب مع حجمه ومتطلبات المرحلة المقبلة، كما أنّ جمهوره أصبح أكثر ارتباطاً به من أي وقت مضى، وهو ما تجلّى في التوافد الكبير للأهالي إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار، حيث تحدوا آلة الحرب الإسرائيلية”.

وتابع: “كما أنّ الحزب لا يزال حاضراً وقوياً في المشهد السياسي، على الرغم من التغيرات في التوازنات السياسية المحلية، ونحن نرتبط بالقوى السياسية الأخرى، ولكن في ما يتعلق بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، أخذنا دورنا بما يتماشى مع مصلحة بلدنا وبما يعكس جزءاً من تطلعاتنا المستقبلية، فقد كنا مشاركين أساسيّين في العملية السياسية، ومن دون دورنا لم يكن من الممكن إعادة إنتاج هذه السلطة، مهما كانت الآراء المختلفة داخلها، فنحن شركاء في هذه العملية السياسية”.

وأشار إلى أنّ “الضغوط التي يتعرّض لها الحزب في الوقت الراهن هي جزء من المواجهة المستمرة مع العدو الإسرائيلي، وهي استكمال للحرب التي لم تحقق أهدافها الكاملة”.

وقال: “العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي دعمته الولايات المتحدة الأميركية، كان يهدف إلى القضاء التام على الحزب وجعل بيئة المقاومة عاجزة عن الوقوف على قدميها”، مشدّداً على أنّ “الميدان لم يحقق لإسرائيل ما تريده، مما دفعها إلى محاولة فرض حصار وعزل على الحزب، إلى جانب محاولات التشويه والضغط على الناس. وهذه الضغوط، بذل الحزب جهوداً مستمرة للخروج منها، وتمكن من تخفيف أثرها بشكل كبير لا سيّما في المرحلة الأولى من الإيواء وإعادة ترميم الأضرار التي لحقت بالمواطنين اللبنانيّين”.

وأكد فضل الله أنّ “الحزب لم يخرج من الحرب الإسرائيلية أضعف، وعلى الرغم من التحديات والخسائر التي تعرض لها بقي قويّاً وحاضراً في الساحة”.

وقال: “نعم، الحزب تعرّض لضربات قاسية وخسائر كبيرة، وكان من أبرزها استشهاد أمينه العام ورمزه التاريخي، وهذه خسارة كبيرة على كافة الصعد. هذه الخسارة كانت مؤلمة، ولكنّها لم تؤثر في عزيمة الحزب أو حضوره الفعلي في الساحة، والحزب لم يهزم وانتصاره يكمن في البقاء موجوداً وحاضراً ومحتضناً من شعبه. لقد خرج من الحرب منتصراً من ناحية الرمزية والشعبية، مقارنةً بالأهداف التي كانت وراء الحرب، على الرغم من الاختلاف بين هذه الحرب وحرب 2006”.

أضاف: “الحزب سيكون جزءاً من الحكومة وسيعمل على النقاط التي تضمنها البيان الوزاري. هناك شقان مهمان أريد الحديث عنهما، ومستعد للتعليق عليه خلال جلسة الثقة في البرلمان”.

وتابع: “في لبنان هناك من ذاكرته مثقوبة عندما يتعلق الأمر بمعادلة جيش، شعب، مقاومة، التي كانت موجودة منذ العام 2014 ولم تعد تذكر في البيانات الوزارية، على الرغم من أنّها كانت جزءاً أساسياً من التطبيق العملي. هناك من طرح هذه المعادلة للقول إنّ الحزب ليس هو فقط من يحرر، بل هناك تعاون بين الجيش والشعب والمقاومة وأخذ حزب الله هذه الفكرة بشكل إيجابي، وحوّلها إلى معادلة شاملة”.

وعن موقف “الحزب” من إعطاء الثقة لحكومة نواف سلام، قال فضل الله: “الحزب سيعبّر عن موقفه بوضوح خلال جلسة الثقة في البرلمان، والحكومة الحالية ستنال الثقة لأنّها تضم الفرقاء الذين سيعطونها دعمهم”.

أضاف: “بعض الفرقاء الذين اختاروا عدم المشاركة في الحكومة قد يتراجعون عن موقفهم، وسيطلب منهم في النهاية دعم الحكومة، وهو الوضع المعتاد في لبنان، إذ يتخذ بعض الأطراف مواقف علنية تتغير عند تلقي التعليمات. إنّ الهدف الأساسي للحكومة هو إنجاز الانتخابات في الوقت المحدد وبعد الانتخابات، سيطرح الحديث عن أي قضايا جديدة”.

وأكد أنّه “لم يصدر عن الحزب أي تصريح يتهمّ الحكومة اللبنانية بالارتهان للولايات المتحدة الأميركية، وهو شارك في الحكومة على الرغم من محاولات البعض لمنعه من ذلك، فهو ليس حزب سلطة ولا يسعى إلى تحقيق شعبية عبر المشاركة في السلطة بل على العكس، فإن شعبية الحزب هي التي تفرض عليه المشاركة في السلطة ومن خلال هذه المشاركة يعبر عن مصالح فئة واسعة من الشعب اللبناني”.

وأوضح أنّ “حجم مشاركة الحزب في الحكومة، الذي يقتصر على خمسة وزراء، هو انعكاس للتمثيل الطائفي في الصيغة اللبنانية وتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة لم يكن يحدث سابقاً بنفس الطريقة، إذ كانت الطوائف تتداخل في التمثيل السياسي، وهذا تغير مع مرور الوقت”.

ولفت إلى أنّ “الحزب لا يتحمل مسؤولية قرارات الحكومة بالكامل، ولكن دوره يكمن في التأثير الإيجابي على القرارات المتعلقة بمصالح الشعب اللبناني”.

وعن عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وتيار المستقبل للعمل السياسي، قال: “اللقاء الذي تمّ بين كتلة الحزب وسعد الحريري كان إيجابياً وودياً، وكانت الأفكار متقاربة حول المرحلة المقبلة وكيفية إدارة البلاد والتعاون بين الأطراف المختلفة. كما تناول اللقاء مرحلة التعاون السابقة في رئاسة الحكومة. لقد كان لقاء بناء وواعداً للمستقبل”.

وفي ما يخصّ التحالفات الانتخابية، أكد فضل الله أنّه “من المبكر الحديث عنها في الوقت الراهن”، مشيراً إلى أنّ “الحزب وحركة أمل قادران، من خلال التكامل بينهما، على صنع التحالفات في المستقبل بما يعود بالفائدة على الأطراف الأخرى”.

وعن الوضع في الجنوب، قال إنّ “غياب الحكومة عن تقديم الدعم الكبير بالموازاة مع عودة الأهالي إلى الجنوب لم يكن يزعجهم، لكن الحكومة لم تكن على قدر المسؤولية التاريخية تجاه المنطقة، فقد كان بإمكانها التعبير عن دعمها للمواطنين واحتضانهم”.

وتابع: “مسؤولية الدولة اليوم هي أن تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وتثبت مصداقيتها أمام شعبها والعالم، إذ إنّه لا يوجد هدايا يقدمها الاحتلال، بل يحاول فرض شروطه. إنّ السيادة اللبنانية لا تتجزأ، ومسؤولية هذا الملف هي بيد الدولة اللبنانية الآن”.

وردّاً على سؤال عن سلاح “الحزب”، قال فضل الله: “هذا السؤال يجب أن يوجه إلى أولئك الذين يعارضون المقاومة وإلى الدولة اللبنانية التي تبدي رغبتها في حماية الأرض. الحزب لديه قناعات تاريخية واضحة بأنّ المقاومة هي حاجة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها”.

أضاف: “هذا الملف يتعلق بمواقف الحزب وقيادته، التي تحدد ما يجب فعله في حال وجود ضرورة للرد على الاحتلال. الحزب لا يجيب عن تساؤلات العدو الإسرائيلي أو يقدم له أي تفسير حول كيفية الرد على اعتداءاته، فالمقاومة تستمر في مهمتها وفقاً لمتطلبات الوضع الميداني”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: