فياض من بكركي: شمال الليطاني شأن سيادي والحوار الداخلي هو المدخل

WhatsApp Image 2025-12-31 at 1.58.42 PM

زار وفد من حزب الله ضم النائبين علي فياض، رائد برو، ومسؤول العلاقات المسيحية محمد سعيد الخنسا ‏ومعاونه عبد الله زيعور البطريرك بشارة بطرس الراعي في بكركي للتهنئة بالأعياد المجيدة.

وقد كان ‏اللقاء مثمرًا، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التواصل بما يخدم تعزيز الحوار والتفاهم الوطني.‏

وأدلى النائب علي فياض تصريحًا من الصرح البطريركي أكد فيه أن الأولوية اليوم هي للضغط لانسحابٍ ‏إسرائيل من أرضنا، والتزام الجيش الإسرائيلي بالقرار 1701 واتفاق 27 تشرين الثاني ووقف ‏إطلاق النار ‏وإيقاف الأعمال العدائية وإطلاق الأسرى. وهذه هي الأولوية، وهذا هو المدخل لإعادة بناء الاستقرار ومعالجة ‏كلّ المشاكل ‏العالقة، هو أن يتّحد الموقف اللبناني على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الحزبي والسياسي، وأن ‏تلتزم إسرائيل بالقرار 1701 وأن ‏تنسحب من أرضنا. ونحن ساعتئذٍ جاهزون، من موقع إيجابي، موقع متفاعل، ‏جاهزون تمامًا للبحث في النقاط الأخرى العالقة التي ‏تحتاج الدولة فيها إلى بسط سلطتها وحماية الاستقرار على ‏المستوى الداخلي، وأن يفكّر اللبنانيون بعمق وبجدّية بالأدوات والأطر ‏الكفيلة بحماية هذا البلد، وحماية استقراره، ‏وحماية كياننا.‏

ورأى فياض أن النطاق الجغرافي للقرار 1701 محدّد وهو جنوب النهر، ونطاقه وآلياته كلّها متعلّقة بجنوب ‏النهر، هناك إشارة في القرار 1701، ‏فيما يتعلّق بالمعابر الحدودية، لكن اليونيفيل منتشرين جنوب النهر، وإعلان ‏وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني هو ورقة تنفيذية ‏لل 1701 فبالتالي نطاقها الجغرافي يتبع أيضًا لل ‏‏1701. نحن لا نغلق الأبواب، نحن نقول إنّ لبنان التزم بالكامل بما عليه جنوب ‏النهر، بالمقابل لم يلتزم الجيش ‏الاسرائيلي مطلقا، أمّا شمال النهر ليس فقط لم يلتزم، ولم ينسحب من المناطق التي يحتلّها، ويقوم ‏بعمليات اغتيال ‏يومية على كافة الأراضي اللبنانية. فلذلك هذه الاتفاقيات هي بطبيعتها تبادلية، على الطرفين أن يقوما بما التزما ‏به، ‏وهناك التزام من طرف واحد هو لبنان، وإسرائيل لم تلتزم مطلقًا.‏

وشدّد النائب علي فياض على أن ما نقوله هو أنّ على إسرائيل أن تلتزم، وأن تُبسط الدولة سلطتها الكاملة في ‏جنوب النهر، أمّا شمال النهر فهو شأن سيادي لبناني. نحن ‏والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وكلّ المكوّنات ‏الأخرى نتناقش في الخطوات التي يتطلّبها بسط سلطة الدولة على أراضيها كافة في ‏المرحلة التالية. فلذلك نحن لم ‏نغلق الأبواب، إنّما دائمًا أكّدنا على موقف إيجابي ومتفاعل لمساعدة الدولة على بسط سلطتها، لكن أيضًا ‏نحن ‏نحتاج إلى أن نناقش في إطار استراتيجية وطنية كي نعرف كيف نحمي البلد وما هي الأدوات الكفيلة لحماية هذا ‏البلد.‏

وحول الانتخابات النيابية قال فياض: نحن مع إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، وأساسًا هناك من يعمل على ‏تأجيل هذه الانتخابات، وواحدة من الخلفيات التي تحكم السعي ‏لهذا التأجيل هي استهدافنا نحن، لأنه بحسب تقييم ‏هؤلاء أن بيئتنا الانتخابية متماسكة وفي أعلى درجات الاندفاع، فبالتالي الحرب لم ‏تفضي بعد إلى النتائج المرجوة ‏على المستوى الشعبي والسياسي. نحن متمسّكون بإجراء الانتخابات في وقتها وأن تجري هذه ‏الانتخابات أيضًا ‏وفق القانون النافذ، وليس هناك من حاجة لأي تعديلات جذرية على هذا القانون، هذا القانون جاهز وآلياته ‏الإجرائية ‏والتطبيقية برأينا جاهز أيضا.‏

‏ لا شيء يمنع على الإطلاق أي مغترب أن يحضر إلى البلد ويشارك في الانتخابات مثل أي مواطن آخر، فلذلك ‏لا يوجد شيء اسمه ‏أنّنا نحرمه أو نمنعه، وهذا هو القانون في نهاية المطاف.‏

وختم فياض قائلًا:‏ بحسب وجهة نظرنا، المنطقة تمرّ في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، والوضع الإقليمي ‏هو وضع متحوّل ومفتوح على ‏احتمالات، بما فيها احتمالات خطيرة، وهذا يستدعي حقيقةً منّا كلبنانيين أن نفكّر ‏وطنيًا، وأن نفكّر بأعلى درجات التماسك الداخلي. لا ‏يمكن أن ننكر أنّ هناك اختلافات على المستوى السياسي، ‏اختلافات جذرية، لكن عندما تكون المخاطر على المستوى الإقليمي مخاطر ‏كيانية، فعلًا يجب أن نقترب جميعًا ‏من بعضنا البعض في سبيل حماية هذا البلد.‏ هذا الموضوع ناقشناه مع غبطة البطرك، وقلنا إنّه من المؤسف أنّ ‏هناك على المستوى الداخلي من لا يرى مطلقًا الاعتداءات ‏الاسرائيلية، ومن لا يدين هذه الاعتداءات، ومن لا ‏يحمّل إسرائيل أي مسؤولية في عدم التزامها بوقف إطلاق النار، وبالمقابل يُلقي ‏باللائمة علينا ليلًا ونهارًا، هذا ‏موقف غير مفهوم حقيقةً بالمعايير الوطنية.‏ على أيّ حال، نحن نعتقد أنّ إحدى الشقوق التي تتسرّب منها ‏الضغوط على المستوى الدولي هو هذا الانقسام اللبناني–اللبناني الداخلي. ‏البلد في هذه المرحلة يحتاج إلى نوع من ‏التماسك، والوقوف على أرضية مشتركة اسمها حماية البلد، حماية الاستقرار، وأولوية ‏مواجهة العدوانية ‏الإسرائيلية.‏ ‏

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: