Search
Close this search box.

في ذكرى تفاهم مار مخايل… العشاق تفرّقوا وحان وقت الرحيل

في 6 شباط 2006 إنقلبت كل المقاييس، ثمانية عشر عاماً مضت على توقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أي بين نقيضين لا يجمعها أي شعار سياسي أو مبدأ، بل مصالح خاصة تتنقل بين دعم للوصول إلى الرئاسة وهذا ما حصل، وبين غطاء مسيحي لسلاح غير شرعي وهذا ما حصل، الأمر الذي وضع الأضداد في سلّة واحدة، لم تستطع أن تحويهما سوى سنوات قليلة، ما لبثت أن ظهرت حقيقتها في العلن، على الرغم من محاولة الطرفين لملمة الوضع، والتباهي بتفاهم قلّ نظيره. فيما كان “التيار” يقنع محازبيه ومناصريه، بأنّ الهدف من هذا التفاهم تأمين الحماية للمسيحيين، وهنا المضحك المبكي بسبب ما تحمل هذه العبارة في طياتها من بعد كليّ عن تلك المقولة…

هذا التناقض الذي أدخل صفوف “التيار” البرتقالي الى معقل الممانعة، حتى بات من أبرز أركانه، أطلق العنان لفقدان شعبيته المسيحية، فسارع رئيسه جبران باسيل وتحت عنوان “المصلحة الخاصة تقتضي” الى التمسّك بالعصا من النصف، فعمل وفق المثل الشائع “ضربة على الحافر وضربة على المسمار”، موزعاً الغزل في بعض الأحيان باتجاه حارة حريك، في محاولة لإعلام الحزب أنّه سائر معه، ولا شيء يمكن أن يفصل بينهما، لكن لا بدّ من توجيه بعض العتب “على قد المحبة”، ليستبدل اتجاه الهجوم العنيف والدائم نحو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مسترجعاً بذلك نبش القبور المسيحية، مع إفهام الحليف بأنّ خط الرجعة باقٍ معه ولن يتخلى عنه.

الى ذلك باتت الصورة واضحة للغاية، فالخلاف لم يعد غيمة صيف عابرة كما كان يردّد نواب البرتقالي والأصفر، بل مجموعة غيوم عابقة في أجواء “ميرنا الشالوحي وحارة حريك”، بالتزامن مع هزّات سياسية قوية، فرّقت عشاق التفاهم وكشفت المستور، على وقع القلوب المليانة منذ سنوات، حيث وصل التراكم إلى القمة مع إعطاء الحزب الأصفر الضوء الأخضر لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتصرّف، الأمر الذي أضاء كل “فيوزات” باسيل، فطفح كيله ليصبح وحيداً كئيباً وحزيناً من دون أي حليف، وترافق ذلك مع الأصوات العونية الشاجبة والرافضة لما يجري، خصوصاً النواب الذين غادروا “التيار” أو المعارضين الذين تمّت إقالتهم، أو طُردوا بسبب رفضهم لسياسة باسيل مع سؤالهم الدائم: “ما الذي يجمعنا مع ” الحزب”؟.

دروب الفريقين لم تكن سالكة ومفتوحة على مصراعيها في كل الأوقات، إذ لم يتحقّق شيء من ورقة التفاهم التي حوت بنوداً حول الديمقراطية التوافقية، وبناء الدولة العصرية، والمفقودين خلال الحرب والمعتقلين في سوريا، وحل مشكلة اللبنانيين المبعدين إلى إسرائيل في العام 2000، وإجراء المصالحة الوطنية، وإقامة علاقات لبنانية – سورية، واتّخاذ الخطوات والإجراءات القانونية المتعلقة، بتثبيت لبنانية مزارع شبعا، ومعالجة ملف السلاح خارج المخيمات الفلسطينية، وحماية لبنان وصيانة استقلاله، مع اعتبار سلاح الحزب من ضمن مقاربة شاملة تقع بين حدّين: الاستناد الى المبرّرات التي تلقى الإجماع الوطني، وتشكل مكامن القوة للبنان واللبنانيين في الإبقاء على السلاح، مع الظروف التي تؤدي إلى انتفاء أسباب ومبررات حمله، وضرورة إجراء حوار وطني، يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع يتوافق عليها اللبنانيون. فأن نحن اليوم من كل ما ذكر؟؟؟
في عيد التفاهم اليوم ستمّ إطفاء الشموع الـ 18 الى غير رجعة، لقد حان وقت الرحيل

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: