Search
Close this search box.

في ذكرى ثورة الارز…. كم نحتاج الى صرخة ثورية تعيدنا الى النضال

14 آذار

في الذكرى الـ 19 لإنطلاقة ثورة الارز في 14 آذار من العام 2005، لا بدّ ان نستذكر ذلك اليوم التاريخي المفعم بالسيادة والحرية والاستقلال، حين ثار أكثر من نصف اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والاحزاب اللبنانية، على بعد شهر من إغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري. فكانت الثورة والانتفاضة على الاحتلال السوري، والنظام التابع له في الداخل اللبناني، مع المطالبة بلجنة تحقيق دولية لتبيان الحقيقة في إغتيال الرئيس الحريري، وتنظيم انتخابات نيابية نزيهة، مع ضرورة قيام دولة قوية مبنية على مؤسسات تحترم القوانين، وتعتمد الديموقراطية والحرية اساساً لنظامها السياسي، والى ما هنالك من مطالب تصّب في خانة تحقيق استقلال لبنان.

لكن الثمن كان باهظاً جداً بإستشهاد عدد كبير من اركان فريق 14 آذار، لتحقيق أهدافه وشعارته بوطن سيّد حرّ، تحت شعار” لبنان اولاً ” الذي جمعهم حينها بأبهى حلّة، فشكلوا قوة لا يستهان بها على الساحة السياسية.

اليوم وبعد كل تلك السنوات، وجرّاء العراقيل والعقبات ومصالح البعض، تلاشى الحماس الذي كان طاغياً في نفوس مؤيدي ومناصريّ ثورة الأرز، وازيل شيئاً فشيئاً، حتى وصل فريق 14 آذار الى التشتت ، فخُذل جمهوره من خلال عدم إتخاذ القرار السياسي الصائب في العديد من المسائل، ولم تعد تلك الانتفاضة الشعبية سوى ذكرى، تناسى اركانها ان يحتفلوا بها لتدخل غياهب النسيان، خصوصاً منذ العام 2019 تاريخ بدء الازمات والانهيارات الفعلية في لبنان.

الى ذلك تبقى روحية ومبادئ وشعارات 14 آذار موجودة، لكن كل هذا يحتاج الى صرخة ثورية تعيد ذلك الجمهور الى النضال، لان الخطاب الثوري غائب كليّاً، والمطلوب عقد مؤتمر موّسع من قبل فريق المعارضة، لإتخاذ خطوات جريئة إزاء ما يجري في البلد. مع طريقة عمل جديدة في السياسة، تعيد تكوين تلك الوحدة مجدّداً ضد الوصاية الإيرانية على لبنان، وإستعادة الدولة عبر التخطيط والتنسيق والكلمة الموحدة، أي ثورة لبنانية مسيحية – اسلامية تجمع كل اللبنانيين، تعيد اليهم وطنهم المسلوب والمقيّد، وتحصيل حقوقهم من السياسيين الفاسدين، الذين اوصلوا شعبهم الى هذا الدرك الخطر.

حبذا لو نسترجع تلك المشهدية التي سطّرت ملاحم بطولة بدماء الشهداء، فأنتجت وحدة وطنية قلّ نظيرها في لبنان، ويبقى الامل بأن نستعيد تلك الصورة يوماً ما…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: