في ذكرى حرب المئة يوم … مئة صمود وأكثر!

في ذكرى حرب المئة يوم ... مئة صمود وأكثر!

قبل بدء حرب المئة يوم في الأول من تموز 1978، وحصار الأشرفية من قبل الجيش السوري، كانت المناوشات طاغية من قبلهم، بما يشبه السيطرة وفرض الهيمنة على المناطق المسيحية، وسبق ذلك بأيام مجزرة القاع ورأس بعلبك التي أودت بحياة مقاومين مسيحيين على يد عناصر سورية، مع اعتداءات شبه يومية، وقصف مراكز حزبية بين الحين والآخر في المناطق المسيحية، الى أن تمّ توقيف قائد المقاومة اللبنانية الشيخ بشير الجميّل على حاجز سوري في منطقة ساسين وهو يقود سيارته، فتم إنزاله على الرغم من تعرّفهم اليه، واقتادوه الى مقر قيادتهم في برج رزق، ثم أُطلق فوراً.
هذه الحادثة لم تمّر مرور الكرام من قبل الجبهة اللبنانية والشباب المقاومين، بحيث جرى إستنفار متبادل أدى الى تدهور الوضع، تبعه على الفور حصار سوري لمنطقة الأشرفية، فبدأت حرب المئة يوم التي طالت أيضاً منطقتي فرن الشباك وعين الرمانة، وصولاً الى مناطق مسيحية أخرى، فحدثت سلسلة مواجهات عنيفة، وقصف عشوائي لا نظير له، قتل الأبرياء وأحرق الأخضر واليابس، فإنقطعت الإمدادات عن المناطق، وسقط الشهداء والجرحى والمعوقون بالمئات، مع دمار هائل وخسائر مادية لا تعّد ولا تحصى.
الى ذلك وعلى الرغم من كل الإتصالات والنداءات المحلية والعربية والعالمية، وعلى أعلى المستويات، التي شارك فيها قداسة البابا بولس السادس والأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم، التي دعت القوات السورية لوقف قصفها العشوائي للأحياء السكنية، ظلّت المنطقة الشرقية تحت رحمة النار والبارود، الى أن عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في 7 تشرين الأول، صدر على أثرها القرار رقم 436 الذي طالب القوات السورية والقوات اللبنانية بالوقف الفوري لإطلاق النار.
وفي اليوم التالي، بدأت مسيرة الحل السلمي، وفي منتصف تشرين الأول إنطلق الحل فعلياً، فإنعقد مؤتمر بيت الدين الذي نفّذ خطة أمنية جديدة لبيروت تقضي بإستبدال الوحدات السورية المتمركزة في بيروت الشرقية ومداخل العاصمة الشمالية، بوحدات سعودية مع انتشار عناصر الدرك اللبناني .
حصيلة تلك الحرب كانت مفجعة، لكنها سطّرت ملحمة بطولية إستثنائية، ومئة صمود وأكثر أمام جحافل الإحتلال السوري.
وفي الذكرى لا بدّ من توجيه التحية الى أرواح الشهداء المقاتلين والمدنيّين، ولا بدّ لكلمة الحق أن تُقال، وأن تعطى لشهدائنا الذين ضحّوا كي نبقى ويبقى لبنان…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: