في مأساة غزّة… كل القيم تهاوت أمام نزوعات الشّر والهيمنة

Smoke plumes billow during Israeli air strikes in Gaza City on October 12, 2023 as raging battles between Israel and the Hamas movement continue for the sixth consecutive day. Washington urged Israel to show restraint in its response to Hamas's surprise attack -- the worst in the country's 75-year history -- which Israeli forces said killed more than 1,200 people, mostly civilians. In Gaza, officials have reported more than 1,200 people killed in Israel's uninterrupted campaign of air and artillery strikes, while the UN said more than 338,000 people have been displaced. (Photo by IBRAHIM HAMS / AFP)

أشارت صحيفة “الرياض” السعودية الى أن العالم بتعدد دوله، وأطيافه، وتياراته، وتباين توجهاته وأفكاره يقف؛ على مفترق طُرُق، فلا بوصلة عقل ترشّد سيره، ولا كابح أو لاجم لحالة التغوّل والاستشراس التي تسري في عروقه. فظاعات تُرتَكب، وبشاعات تفجأ البشرية في وجدانها جرّاء الصور والأحداث المرعبة التي لم تَعُدْ تقيم للإنسانية أي وزن أو تقدير.
وتابعت:هذا القُبح والبشاعة واستسهال الأرواح البشرية لم ينحصر الشعور بها لدى العرب والمسلمين فقط؛ بل إن حالة التوجّع والألم بتلك الفظاعات والمجازر انسحبت على كل من يشترك معنا في إنسانيتنا؛ باعتبارها المُشترَك الأهم بين الشعوب في كافة أنحاء عالمنا الشاسع. بات الاحتجاج واستشعار الغبن بمواجع الإنسان أيّاً كان موقعه؛ عنصراً مشتركاً يتوجّع له الكل. ولم تعد تُفلح محاولات التعمية أو التجميل أو التبرير والتسريع لارتكاب تلك الإبادات، إذ إنّ كل العقلاء والمنصفين، ومن يمتلكون أدنى درجات الإنسانية والتحضّر يأنفون من تجاوزها أو قبولها ولو كان مرتكبوها من دولهم. فالظلم ظلم أياً كان مصدره، والشعور به ورفضه ولفظه هي رد فعل طبيعي للنفس السويّة الناشدة للخير والعدل والتسامح مع الجميع.
ويبدو أنها هزيمة العقل؛ تلك التي أعلنها الكاتب النمساوي ستيفان سفايج؛ الذي لم يحتمل رؤية تلك المجازر والبشاعات وانتهاكات القوى المدمرة للبشرية، فعبّر عن تلك المآسي بأنها نتيجة طبيعية لهزيمة العقل الذي فقد رُشده أمام أطماعه ونزوعاته الشرّيرة. تلك الهزيمة طالت العالم بأسره؛ ولم يسلم منها الغرب؛ برغم ادّعائه الحياد وتبنّي قيم العدل والحضارة والحوار وغيرها من قيم نبيلة. كلها أثبت الزمن أنها مجرّد شعارات وإكليشيهات يتشدّق بها هنا وهناك. هذا الغرب الذي يقف عاجزاً أو مُتعامياً عن القيام بأدواره؛ برغم إرثه الثقافي والفلسفي والإنساني لم ينجُ من الوقوع في وهدة هذا الإخفاق الذريع، ولم تسعفه فلسفته على امتداد تاريخها في أن يلعب دوراً إنسانياً حقيقياً؛ فأصبح الكيل بمكيالين هو الملمح الأبرز لسلوكه ومواقفه.
في مأساة غزّة، وفظاعاتها الوحشية، قالت الصحيفة، أن كل تلك القيم والإرث الثقافي والحضاري تهاوت أمام نزوعات الشّر والهيمنة والأطماع؛ فكانت الصورة الجلية هي حرب جائرة واعتداءات سافرة لم تكترث بأي رادع أخلاقي أو قيمي أو ديني أوإنساني أو حضاري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: