في 26 نيسان 2005 خرجوا لكن ملائكتهم لا تزال حاضرة!

177499861_4322061701188268_4341941769157594007_n

26 نيسان 2005 تاريخ مميّز لا يُنتسى، انهى حقبة الوصاية السورية على لبنان، مع خروج الجيش السوري، على وقع ثورة شعبية جمعت اكثر من مليون ونصف مليون لبناني، طالبوا بالسيادة والحرية والاستقلال، بالتزامن مع ضغوط دولية على سوريا لتنفيذ القرار 1559، الذي دعا الى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وحلّ الميليشيات ونزع سلاحها، على أثر جريمة 14 شباط 2005 تاريخ إغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، ما ادى الى تفاقم الضغوط الدولية لخروج الجيش السوري، فتحققت تلك الامنية بعد 43 يوماً من انتفاضة الاستقلال وثورة الارز في 14 آذار، فإنسحب ما يقارب ال14 ألف جندي، وإنقلبت كل المقاييس لان القسم الاكبر من اللبنانيين توّحدوا بمختلف طوائفهم، لأنهاء حقبة من النظام المخابراتي السوري، والنظام الأمني السوري- اللبناني، اي التخلّص من زمن البوريفاج وعنجر وتوابعهما، والى ما هنالك من حقبة أليمة عاشها لبنان واللبنانيون عنوانها القهر والذل.
وعلى خط آخر، قوبل ذلك اليوم المميّز، برفض مطلق للخروج من قبل حلفاء سوريا في لبنان، فإنقسم اللبنانيون كالعادة بين مؤيد لخروجهم، وبين مدافع عن بقائهم مع يافطات “الشكر”، والبعض لبس “الكوفية” مهدّداَ ومطالباً ببقاء من اسماهم “المنقذين” الذين اوصلوهم الى الحكم…!
الى ذلك تبقى فرحة الانتصار بالتحرير منتقصة، لانها لم تكتمل لغاية اليوم، فالخروج السوري لم يتحقق فعلياً من ناحية الحكم الذاتي اللبناني، لانّ سوريا بقيت محطةً تدّخل، والتابعون لها في لبنان ما زالوا ينفذون اجندات تخدمها وتضعف وطنهم!
إنطلاقاً من هنا يمكن القول انّ سوريا خرجت من لبنان عسكرياً، لكن فعلياً لا تزال ملائكتها حاضرة عبر حزب الله وحلفائه الإستراتيجيين لنظام بشار الاسد، المدافعين عن المصالح السورية في لبنان، اي انّ القصة هي هي ، إنقسام اللبنانيين وولاء بعضهم للخارج.
فيما تبقى الامنية الكبرى في هذا اليوم، ضرورة وعي وإدراك اللبنانييّن وتفاهمهم على الثوابت والمبادئ الوطنية، والتلاقي والاتفاق على كلمة واحدة هي ” لبنان وطن للجميع” على إختلاف الإنتماءات والتوجهات، وبالتالي البحث عن سبل جديدة لإنقاذه، وحمايته من التجاذبات الإقليمية، والابتعاد عن الرهانات الخارجية الخاطئة التي اوصلته الى الخراب والانهيار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: