اكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، خلال افتتاح معرض "سوق أرضي" للمونة والمنتجات الزراعية والحرفية، في الضاحية الجنوبية ، بعنوان "أرضي لأهلها"، أن "التهويل لن يغير مواقفنا من المقاومة وأيّ اتفاق جديد هو تبرئة لإسرائيل"، مثمناً "الموقف المسؤول لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في إعطاء الأوامر للجيش بالتصدي للتوغل الإسرائيلي، وهذا يبنى عليه".
واستهل كلمته لافتاً الى أن "هذا المعرض هو فكرة مبدعة، تنموية، تسويقية، ومنتجة. في الحقيقة، يجب أن نشكر جمعية مؤسسة جهاد البناء الإنمائية التي عملت خلال هذه السنوات الطويلة من أجل هذا الإنتاج، ومن أجل هذا السوق الذي يُعتبر عملاً منتجًا إيجابيًا يخدم الناس، وخاصة المزارعين والحرفيي بشكل كبير. أُعجبني الشعار الذي وُضع لهذا الحفل: "أرضي لأهلها". وبالفعل، أرضي لأهلها، وهؤلاء المشاركون في هذا السوق هم أهل الأرض، هم يستحقونها، هم الذين بذلوا فيها وأعطوها".
وقال: "العائدون إلى جنوب لبنان والمتصدّون بأجسادهم هم مشهد فخرٍ وعزٍّ كان واضحًا أمام العالم بأسره عندما واجهنا إسرائيل، وعندما انسحبت بفعل وجود هؤلاء الناس في القرى الحدودية الأمامية في جنوب لبنان.
الصامدون اليوم من أهل الجنوب هم على الخطوط الأمامية يحصدون الزيتون وغلال الأرض في مشهد سيادةٍ واستقلالٍ بكل ما للكلمة من معنى. هؤلاء الشجعان، هؤلاء السياديون الحقيقيون، هم الذين قدّموا فلذات أكبادهم وأزواجهم ورجالهم ونسائهم، كل ذلك من أجل التمسك بالأرض والعودة إليها.
هذا المعرض هو للبنانيين جميعًا، ليس لبيئةٍ ولا لطائفةٍ ولا لجمهورٍ معين. هو معرض "أرضي" لكل اللبنانيين، كل قطعة أرضٍ في لبنان اسمها لبنان، لا أرض لطائفةٍ دون أخرى.
إذن، لبنان واحد موحد مترابط، له اسم واحد في الجنوب والبقاع والجبل والشمال وبيروت والضاحية، الاسم هو لبنان، والأرض هي لبنان، وهذه أرضنا جميعًا نتشارك فيها، وكل قطعةٍ منها هي قطعةٌ من لبنان، لكل لبنان، ولكل اللبنانيين. صاحب الأرض يملك المستقبل، والاحتلال وجودٌ عابر. من يقاوم يستعيد أرضه، ومن يستسلم يخسر نفسه وأرضه ومستقبله، هذه هي المعادلة الحقيقية.
اضاف: "نحن في السياسة نتحدث عن الالتزام تحت سقف الطائف، الذي هو العقد الاجتماعي المتفق عليه بين اللبنانيين، أما الأرض، فهي لنا جميعًا، وأما في السياسة والإدارة والقانون، فالسقف هو الطائف. من أراد أن يلتزم بالطائف لا يستطيع أن يختار منه جزءًا ويترك الأجزاء الأخرى".
أول عنوانٍ في الطائف هو السيادة، وأول عنوانٍ فيه طرد الإسرائيلي وتحرير الأرض، وأول عنوانٍ فيه أن نكون معًا كمواطنين، يؤلمنا ما يؤلم أي فردٍ منا في أي منطقةٍ من مناطقنا، وهذه هي المواطنة الحقيقية.
وتابع: "لقد أسسنا في الحزب مؤسسة جهاد البناء من أجل خدمة الناس من القلب، على قاعدة البذل والعطاء، وقد أطلق حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في سنة 2020، "الجهاد الزراعي والصناعي"، وكان يقصد في حينها أن تكون هناك نهضة على المستوى الزراعي وعلى المستوى الصناعي، من أجل أن يكون لنا الإنتاج المحلي والاستهلاك المحلي والتداول المحلي، كي لا نبقى تحت عبء الخارج، وكي لا نبقى في المديونية التي يعاني منها لبنان بشكل كبير.
لقد قامت مؤسسة جهاد البناء بأعمال عظيمة ومؤثرة جدًا، فهي تعمل على تطوير الزراعة، وتربية النحل، وإنتاج العسل، وزيادة الثروة الحيوانية، وتوسيع أسواق المزارعين، والمساعدة في تصدير الإنتاج، وإطلاق التعبئة الزراعية، ورعاية منتجي الصناعات الغذائية، وتطوير إنتاج الصناعات الحرفية.
هذه كلها أعمال تصب في خدمة المزارع، ويجب أن نكون إلى جانبه، ويجب أن نعزز هذا الموقع، وللأسف، فإن الدولة غائبة عن الاهتمام الكافي بهذا القطاع، أي القطاع الزراعي، وكذلك بالقطاع الصناعي.
تَصَوّروا أن موازنة الزراعة لعام 2026 تساوي تقريبًا خمسةً وعشرين مليون دولار، أي ما نسبته 0.45% من إجمالي الموازنة، أما وزارة الصناعة فتساوي حوالي مليونين دولار فقط، أي 0.031% من إجمالي الموازنة العامة! هل يُعقل أن تكون الموازنة بهذا المقدار؟ يجب أن تكون موازنةً أكبر ضمن مشاريع تنموية. نحن لا نقول لكم: "أعطوا المزارعين"، بل نقول: "هيِّئوا لهم الأساليب والوسائل والدعم والبُنى والعطاءات التي تساعدهم على تحسين الإنتاج وتمكينهم من تصريفه بطريقة أو بأخرى"، كما تفعل جهاد البناء. فـ"جهاد البناء" تعطي ولا تأخذ، تهيئ الأرضية الصالحة، وتقدم الخدمات الجماعية المشتركة التي توفر على المزارعين".
واشار الى ان "المطلوب من الدولة أن تضع برنامجًا حقيقيًا للاستفادة من أرضنا، ومعروف أن أرض لبنان غنية، فعالة، منتجة، تُعطي أفضل المزروعات. لكن المطلوب هو دعم المزارع، وأيضًا إيجاد التسويق المناسب، حتى نخفف من الحلقات بين المزارع والمشتري، من أجل أن تكون السلعة بسعر مقبول، ومن أجل أن يتم تداولها بين الناس.
شكرًا لجهاد البناء، وشكرًا لكل المساهمين في هذا العمل، وشكرًا للمنتجين والمسوقين الذين حضروا من أماكن مختلفة في لبنان من أجل عرض منتجاتهم، وإن شاء الله يكبر هذا العمل أكثر فأكثر، وتكون له النتائج العظيمة".
ثم تحدث عن "الوضع القائم في ثلاث نقاط:
أولًا: أميركا تتحرك في لبنان على قاعدة انها تريد ان تعالج المشكلة وأن يكون لبنان سيداً مستقلاً، وقال: "هذا ما تدعيه أميركا لكنها بالتجربة ليست وسيطًا نزيها بل هي الراعية للعدوان وتساعد على توسعه في لبنان والمنطقة".
تحدث قاسم في خلال افتتاح أرضي للمونة والمنتوجات الزراعية الذي تنظمه جمعية "جهاد البناء في مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية ، بعنوان ، موضحاً ان "هذا المعرض يعتبر من الأعمال النموذجية التي تخدم الناس والحرفيين والزراعيين بشكل خاص، وهو فكرة تنموية نموذجية وابداعية".
وأثنى قاسم على شعار "أرضي لأهلها" الذي أطلق على المعرض، وقال: "بالفعل أرضي لأهلها. .الصامدون اليوم من أهل الجنوب هم على الخطوط الأمامية يحصدون الزيتون بمشهد سيادة واستقلال"، مؤكدا أن "هذا المعرض هو للبنانيين لكل اللبنانيين وليس لطائفة".
أضاف: "الصامدون اليوم من أهل الجنوب هؤلاء الشجعان والسياديون الحقيقيون قدموا فلذات أكبادهم من أجل التمسك بالأرض.. صاحب الأرض يملك المستقبل، والاحتلال وجود عابر ومن يقاوم يحفظ أرضه ومن يستسلم يخسر وجوده وأرضه هذه هي المعادلة الحقيقية.. نفتتح سوق أرضي يعني الزراعة".
وسياسياً، قال قاسم: "من أراد أن يلتزم بالطائف لا يستطيع ان يختار منه جزءاً ويهمل أجزاء أخرى.. أول عنوان في الطائف هو السيادة وتحرير الأرض وأن نكون معاً وأن يؤلمنا ما يصيب أي مواطن".
وقال: "بارك الله بكم أيها المزارعون والحرفيون والمشاركون في إحياء هذه الأرض في لبناننا العزيز وهذا الاحياء هو الذي يعطي الاستمرارية".
وسأل الشيخ قاسم: "هل يُعقل أن تكون بهذا المقدار الموزانات لهاتين الوزارتين؟ يجب أن تكون الموازنة أكبر ضمن مشاريع تنموية".
وأكد "ان أميركا لن تعطي لبنان شيئًا، وهي تتحرك في لبنان على قاعدة أنها تريد أن تعالج المشكلة وأن يكون لبنان سيدًا مستقلًا.. هذا ما تدعيه أميركا لكنّها بالتجبية ليست وسيطًا نزيها بل هي الراعية للهجوم وتساعد على توسعه في لبنان والمنطقة".
وقال: "المطلوب من الدولة أن تضع برنامجًا حقيقيًا للاستفادة من أرضنا ودعم المزارع وإيجاد التسويق المناسب حتّى نخفف الحلقات بين المزارع والمشتري".
وسأل قاسم: "ما هو الموقف من 5000 خرق "إسرائيلي" هجومي؟ لم نسمع ادانات بل هم يبررون هذه الاعتداءات بل هم يعتدون على الجيش واليونيفيل.. هل هي تهمة أن يدافع الجيش عن أرضه وأن يمنع "إسرائيل" أن تتقدّم في داخل الأرض؟ مؤكدًا أن عمل الجيش بالحماية يجب أن يكون موقف إشادة.
وشدد على "أن قوة ارتباطنا بأرضنا أصلب من قوتهم العسكرية مهما بلغت، ولن يغيّر التهويل مواقفنا مع المقاومة والصمود ولسنا من دعاة الاستسلام والانهزام ولن نقبل بهما".
وقال قاسم: "تستطيع "إسرائيل" أن تقصف هنا وهناك لكن لا تستطيع أن تنزع حبّ الأرض والرغبة في الاستقلال من قلوبنا، تستطيع "إسرائيل" أن تقتل لكن لا تستطيع أن تمنع العزة في حياتنا.. التضحيات التي قدمناها هي أمانة في أعناقنا وهي جسر عبور في مستقبل أجيالنا".
أضاف: "نطلب من شركائنا أن لا تطعنوا بالظهر وأن لا تخدموا المصالح "الإسرائيلية"، الجميع في الوطن يجب أن يكونوا معاً.. نوجه رسالة إلى شركائنا في الوطن عندما تدعمون أهلكم في منطقة أخرى إنما تدعمون لبنان.. المشهد واحد.. أركان الدولة والمقاومة والشعب كلهم في موقف واحد ضدّ هذا الهجوم "الإسرائيلي" ولنعزز هذا الأمر بالمزيد من الوحدة الوطنية".
نوّه قاسم بموقف رئيس الجمهورية جوزاف عون معتبرًا أنه "موقف مسؤول في إعطاء الأوامر للجيش في التصدي للتوغل "الإسرائيلي" وهذا يُبنى عليه".
وقال: "لا نتلقى أوامر من أحد وهذا الهجوم والخروقات من مسؤولية الدولة أن تتابعها، وللشركاء في الوطن: أين تصريحاتكم من الهجوم"الإسرائيلي" الواسع على لبنان؟"، مشددًا على أن أي اتفاق جديد مع "إسرائيل" هو تبرئة لها.
وأكد قاسم أن "الكل في لبنان مسؤول في مواجهة الهجوم والاحتلال كلّ بحسب دوره ووظيفته.. هذه أرضنا وسنستعيدها أن شاء الله".
وأشار الى "ان عنوانُ الوطنية هو السيادة والاستقلالُ والحرية، وهدفُ المقاومةِ حمايةُ الأرضِ وتحريرُ الوطن".
وقال قاسم: "فلتنفّذ "إسرائيل" الاتفاقَ الذي نفّذه لبنان؛ وأيّ اتفاقٍ جديدٍ يهدفُ إلى تصفيرِ الهجوم وفتحِ بابٍ جديدٍ لن نقبل بتجريدِ لبنان من قوّته".
وتابع: "أن تطلب إسرائيل أمن مستوطناتها، فهذا متحقق في الاتفاق، لكن أن تطلب تجريد لبنان من قوته، فهذه خطوة على طريق "إسرائيل الكبرى"، ولن نقبل بها، ولا يقبل بها أي وطني في لبنان".
وختم: "إن قوة لبنان هي السد والرادع وقد أثبتت الوقائع ذلك، فلنحافظ على قوة لبنان من أجل أجيالنا ومستقبل أبنائنا. أشكركم على مشاركتكم، وأشكر مؤسسة جهاد البناء على عطائها وتضحياتها، وأطلب من الأخ العزيز الدكتور حسين الحاج حسن، رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل، أن ينوب عني في قص الشريط إيذانًا بافتتاح المعرض، وأشكره سلفًا، كما أشكركم جميعًا".
 
															