Search
Close this search box.

قانا .. مجزرة وشهداء ودماء.. ولا حساب

من منّا لا يتذكّر ذكرى هذا اليوم من العام 1996 عندما تسمّرت عيون العالم على شاشات التّلفزة لترى أشلاء أطفال جنوب لبنان وهي ممزّقة بفعل القنابل الاسرائيلية التي استهدفت حضن الأمم المتّحدة في قانا.
الزّمان في الثّامن عشر من شهر نيسان من العام 1996 والمكان قانا – مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان؛ هما إحداثيّات التّاريخ والجغرافيا التي تقاطعت على أشلاء المدنيين العُزّل في القرية التي استضافت السيد المسيح حيث مكث فيها منذ غابر الزّمن مبشّرًا بالسلام لترقد بعد ذلك بحوالي ألفي عام جثامين أكثر من مئة لبناني بسلام.
ظن المدنيّون اللبنانيّون آنذاك أن الأمم المتحدة سوف تحميهم من نيران اسرائيل، غير أن هذا المقرّ الأممي لم يكن آمنا في حرب “عناقيد الغضب” التي شنّها الاحتلال مُستهدفا الحجر والبشر في جنوب لبنان.
ففي مشهد مؤلم دمعت له عيون العالم من شرقه الى غربه، يتحدّث أحد الناجين من المجزرة “الاسرائيلية” الهمجية “عن ضجيج لا يحتمل ونار حارقة وسخونة مرتفعة جدا شملت المكان، وحين فتح عينه الوحيدة السليمة رأى 22 شخصا من عائلته مذبوحين كقطيع من الغنم حوله”.
لا شكّ وعند سرد هذه الأحداث للتّاريخ القريب، فإن ما ينتاب أيّ شخص عدا الألم هو ملاحظته لسياسة ازدواجيّة المعايير التي يُمارسها المجتمع الدّوليّ إزاء جرائم الحروب؛ حيث أنّه من المسموح أن ترتكب اسرائيل مجزرة مروّعّة لا لبس فيها بحق المدنيين العًزّل في بلدة قانا اللبنانية وبوثائق مدموغة من قبل الأمم المتحدة ذاتها؛
ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة وجهت صفعة قوية للرئيس الامريكي كلينتون واقرت في 25نيسان 1996 بان الاعمال التي قامت بها “اسرائيل” خلال الحرب العدوانية التي اشعلتها في جنوب لبنان تشكل انتهاكا فاضحا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب.
الرحمة لشهداء قانا.. والرحمة لهذا الوطن وقد أنهكته صراعات الخارج وحسابات الداخل الدموية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: